بقلم حسان عمر ملكاوي
في الأزقة والحارات والملاعب درج في الماضي عند الأطفال مبدأ أن صاحب الكرة لازم يلعب حتى ما يزعل ويروح ويأخذ الكرة وبالتالي تخرب اللعبة مثل مبدأ يا لعيب يا خريب
ذلك المثل أو المبدأ الذي ساد في الصغر تمحور وتتطور مثل تطور أي فيروس ليكون أقوى رغم محاولات العلم والعلماء دائما لمكافحة الفيروس ولكن يبقى العلم يتطور والفيروس يتمحور أو يتغير وبالتالي رغم كل التطورات والتعليمات إلا أن الفيروس أو المبدأ الذي هو عنوان المقال ومدار الحديث بقي يؤثر ويدمر خلايا ومجالات عديدة وهنا نتكلم تحديداً عن كرة القدم وبالأمثلة من الواقع والتجارب وعلى سبيل المثال لا الحصر مع أننا لا نعمم ولا ننكر أن البعض لا يتصف أبدا بتلك الأمثلة لذلك كان التطوير لديهم أقوى وكانت الإدارة أنجع والنتائج أميز
من المعلوم أن كرة القدم تحتاج المال للتطوير والتقدم ولكن البعض يؤمن أن المال لوحده هو من يصنع كل شيء وذلك ينافي الواقع فلو كان صحيح لكانت بطولات العالم تذهب للأغنى فقط وأنا أؤمن أن المال تحديداً من وسائل الحياة السعيدة ولكنه ليس وحده من يشكل السعادة
فالبعض ولأنه صاحب المال أو الداعم يعتقد أنه يجب أن يكون هو الإداري الأفهم والفني الأقوى وصاحب التكتيك المميز والمهاراة والموهبة النادرة وذلك قطعاً ليس صحيح لأن كرة القدم منظومة والمال جزء منها ليس أكثر
والبعض كونه الرئيس أو الإداري يعتقد أنه صاحب القرار الأول والأخير في كل شيء فنياً وماليًا وإداريًا وينسى أن الحياة تخصصات ومجالات وينسى أن الإدارة تنجح بالتشاركية والمؤسسية والتعاون واستخدام عقول المجموع لخدمة وتتطور الكيان الكروي
والبعض كونه المدير الفني يعتقد أنه الوحيد القادر على إدارة الفريق بالملعب وينسى أن نصف العلم لا أدري وأنه ما أوتيت من العلم فلم تؤتى إلا القليل وأن الإنسان يموت وهو يتعلم ويكتسب خبرات ويغيب عن باله أن المسمى لإدارة الفريق هو الجهاز الفني بمعنى التعدد والتنوع وكل يقدم في مجاله وتخصصه ورأيه لنجاح تلك المهمة وبعض اللاعبين وكونه الكابتن أو لديه موهبة مميزة يعتقد أن وظيفة اللاعبين هي خدمته ويتعالى ويلعب باسمه لا بموهبته أو يلعب بأنانية وكأنه لا يعلم أن كرة القدم لعبة جماعية وليس فردية وأنها لا تخضع لمنطق واحد ولا تعطي من لا يعطيها والبعض الآخر وتحت مسمى ابن النادي أما إن نظلمه من خلال عدم إعطاءه ما يستحق أسوة بزملائه خاصة في عالم الاحتراف أو يظلم نفسه بأن يعتبر كلمة ابن نادي هي المبرر الوحيد والميزة التي لا تقاوم ولا تلغى ليكون أساسي في الفريق
وبعض الجماهير والتي هي الأساس لكل نادي و كل إداري برأيي لا يحترم جمهوره لا يستحق البقاء لحظة في منصبه ولكن ذلك لا يعني أن نفر من الجماهير يعتقد أنه هو الأدرى وهو من يمتلك المعلومة الصحيحة والفكر الصائب وينسى أنه لا يوجد أحد لديه الفكر المطلق في الصواب وإن الكمال صفة الخالق فقط وليس صفة للمخلوق
وبعض الحكام ونعرف أن الحكم بشر يجتهد ويعمل و يخطئ ويصيب ولكن لا يعني أبدا وكونه صاحب القرار في الملعب أن يتناسى أنه لا يجوز التعسف باستعمال الحق وظلم الآخرين وتدمير جهودهم وجهود منظومة كاملة لفريق بأخطاء أقل ما يقال عنها أنها واضحة
ما ذكرت أعلاه أمثلة بسيطة وبلغة أعتقد أنها ليس فيها تكلف أو تعقيد ولكن تلك الأمثلة قد تكون هي من ساهمت في تراجع منظومة الكرة
ومن هنا أعود وأكرر أن علينا تصويب بعض مما سبق سواء من خلال أنفسنا أولا و تعليماتنا ثانيًا وأن نؤمن بالمثل والحكمة الصحيحة بإعطاء الخبز لخبازه وأن التخصص أساس العمل وأن النجاح يعود بالأثر الإيجابي لكامل منظومة الكرة وليس فقط نجاح فردي لا تتعدى فائدته الشخص نفسه ومرة أخرى أؤكد أنني مع تعليمات تفرض وتحدد وجود لجان فنية متخصصة وليس لجان ديكور وأيضا مع تعليمات تمنع تسجيل أي دين شخصي على أي نادي وأن الرعاية والدعم لا تعنى رهن موقف وقرار النادي وأن المال هو رزق من الخالق يحدد كما يحدد عمر الإنسان ولا يعطي وجود المال صاحبه ميزة الذكاء أو الرجولة أو العلم القاطع وأن التعليمات يجب أن تضبط ذلك بأعلى درجات الجودة والشفافية وإعطاء كل ذي حق حقه لأنه من حق الراعي الحصول على مزايا تسويقية وليس غايات شخصية وبنفس الوقت تضمن احترام مدة عقد الرعاية وشروطه
والله أسال التوفيق للجميع ولا يفوتني أن أشيد بالكثير الكثير من المتميزين والايجابين سواء من الداعمين أو المدربين أو اللاعبين أو الحكام أو الإداريين أو رؤساء مجالس الادارات وأوجه التحية لكل فرد متميز منهم وأمن ويؤمن بكل ما هو لمصلحة منظومة الكرة في الفريق
وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية