بقلم خوله كامل الكردي
من منا لا يتذكر عندما كان صغيرا كيف كانت الأجواء ساعة إعلان رؤية هلال شهر رمضان في التلفاز، ومن منا لا يتذكر لمة العائلة أمام التلفاز لمشاهدة بيان قاضي القضاة للتحقق من ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك والفرحة التي كانت تعم القلوب وقت سماع خبر حلول شهر رمضان الكريم، والتجهيزات التي كانت تعد من قبل الوالد والوالدة استعدادا لشهر رمضان، في تلك الأيام لم تكن الفرحة تقتصر كما هي هذه الأيام على تعليق زينة رمضان؛ بقدر الفرحة التي كانت تنبع من داخل القلوب.
بهجة رمضان في أن الجميع صائم وكل شيء ينطق بالبركة ويكتسي بالإيمان من صوت قراءة الوالد للقرآن الكريم بعد صلاة العصر، إلى رائحة الطعام التي تفوح من المطبخ وتنتشر في كل مكان من البيت والوالدة تعد افطار رمضان، ومكوثنا ونحن صغار نتابع برامج الاطفال في رمضان، ولكم كانت ممتعة ومشوقة ومفيدة ما زالت بصمتها راسخة في القلوب والعقول إلى الآن.
ومن منا لا ينسى مائدة الإفطار والتي كانت رغم بساطتها تمتاز بالبركة والطعم الشهي وتزداد القا بلمة العائلة الجميلة، والهيبة التي كانت تسود البيت في انتظار مدفع الافطار، وتعاون الصغير والكبير في التحضير والتجهيز للإفطار وترتيب المكان بعد الانتهاء من الإفطار.
أما بعد الإفطار فتلتف الأسرة بكاملها حول التلفاز لمشاهدة المسلسلات والبرامج بعد الإفطار، حتى يحين موعد صلاة العشاء وصلاة التراويح واستعداد الوالد والأخوة للذهاب إلى المسجد وأداء العشاء والتراويح، ثم يأتي وقت السحور والذي يرتبط بذكريات مميزة وجميلة لا يمكن نسيانها.
وما يميز رمضان أيام الطفولة الأجواء التي كانت تتزين بها تلك الأيام من التآلف والود وصلة الأرحام وتقديم الصدقات والافطار الجماعي في رمضان والالتقاء بالاهل والجيران والأصدقاء، والبرامج الرمضانية بما تتضمنه من أعمال فنية راقية ذات قيمة ومغزى تغرس في الأجيال المبادئ والمثل العليا السامية.
ثم يبدأ يوم جديد من ايام رمضان المبارك، فما أجمل أيام رمضان وما أعطر لياليه أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.