اليوم ينقسم إلى اربع وعشرون ساعة عادة منها إثنا عشرة ساعة تقريباً نهاراً (الشمس طالعة) وإثنا عشرة ساعة تقريباً (الشمس غائبة) عن سماء منطقة ما في العالم. وعدد ساعات طلوع الشمس على وغيابها عن أي منطقة في العالم تختلف بإختلاف بعدها أو قربها من القطب الشمالي أو الجنوبي أو خط الإستواء في الكرة الأرضية. وقد تكلمنا عن هذا الموضوع في مقالة سابقة لنا وذكرنا أن بعض المناطق القريبة من القطبين تسطع الشمس في سمائها ستة شهور تقريباً وتغيب عن سمائها ستة شهور تقريباً. والناس تعيش في معظم مناطق العالم حقائق واقعة أمام أعينهم خلال ممارستهم لأعمالهم اليومية وكل ما يمارسونه نستطيع أن نقول عنه حقيقة ومن واقع الحال والحياة التي يعيشونها. ولكن الأمر الإفتراضي هو الشيء أو الفعل الذي يتم تقليد حقيقته عن طريق مشاهدة ما حُضِّرَ من أفلام أو تفاعلات كيماوية أو غيرها عنه. وأمثلة على ذلك ظهور بعض الحيوانات الضخمة وحركتها وأصواتها في الأفلام والدعايات مثل الدايناصورات والتماسيح والحيتان وغيرها. وكل ذلك يمكن اي شخص مشاهدته على شاشات التلفاز المختلفة الحجم والتي لا تساوي جزء من مائة أو ألف من حجم الشيء أو الأشياء التي يشاهدها.
وحتى نُقَرَّب الفرق بين الأمرين (الحقيقي والإفتراضي)، نُذَّكِرَ القُرَّاءُ الإعزاء على قلوبنا بالفرق بين ما يقوم به كل شخص منهم من أعمال خلال ساعات العمل اليومي. من نهوض من النوم ... إلخ ومن ركوب لسيارته وقيادتها أو من ركوب لوسائل النقل العام ومن يقابل من زملاء آخرون في مركباتهم أو في وسائل النقل العام المختلفة ... إلخ. والأمر الآخر الإفتراضي لو كان نائماً وحلم كل ما ذكرنا أنه حدث معه في الحلم وهو نائم في سريره أو في غرفة نومه حيث لا تتعدى مساحة سريره المتر في المترين أو حتى غرفته الأربعة أمتار في الأربعة أمتار هذه الأيام. فكيف لسريره أو غرفته أن تتسع لسيارته أو الطريق أو الباص أو جميع الناس والمركبات التي شاهدها في المنام. وبالطبع في المنام يعيش الشخص كل ما رآه في منامه وكأنه حقيقة ولكنه كله في العالم الإفتراضي. فكيف لو حلم شخص ما أنه ركب البحر في سفينة التايتانك أو ركب في طائرة القيامة الضخمة جداً العسكرية الأمريكية وهي طائره في السماء الشاسعة والتي يمكنها أن تطير في الجو لمدة عدة أيام وبإستطاعتها القيام بحرب نووية (إطلاق صواريخ نووية من قواعد على الأرض) على الأعداء وهي طائرة في السماء. فكيف لغرفة الشخص الحال أن تتسع أو يتسع سريره للبحر وسفينة التايتانك أو للسماء وطائرة القيامة. ولنحمد الله أنه خلقنا بقدرات حقيقية وإفتراضية حتى نستطيع أن نعيش واقعنا وخيالنا الإفتراضي بدون قيود.