مدار الساعة - كتب: النائب السابق الدكتور خلف ياسين الزيود
لا يعرف التاريخ ولا يقرأ بالنتائج فقط انما بالحكمة والعدل الذي يسود، وماضي التاريخ ليس بحثاً ودراسة بل هو استخلاص العبر المهمة منه؛ الايجابية والسلبية، الناجحة والفاشلة، حتى يستنار بها وعليها في بناء المستقبل الى جانب كل المستجدات الحديثة والتطور في الادارة والانتاج الوطني الكلي، السياسي والاقتصادي والاعلامي والاجتماعي.
وهذه هي الذاكرة التاريخية والارث الاردني الهام الذي يعطي انطباعاً عن الواقع وقوة وتفاؤلاً كبيرين لصناعة المستقبل الناجح، ان الماضي الاردني تراكمت فيه نجاحات وبناءات عظام عبر التاريخ وحصل فيه أيضاً كبوات وضعف وفقر وعوز شداد، ولكنها سارت وشقت طريق نجاحات زاهية وانجازات كبيرة بجهود الاجداد والاباء رحمهم الله، نراها حتى يومنا هذا.
ولأننا امتداد لهذا الارث وبناة حضارة يجب ان نستمر ونضيف الكثير للحاضر والمستقبل، ونؤكد للعالم أننا نحرك التاريخ ونعيشه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً؛ وعليه وفيه تكبر وتزدهر الذاكرة التاريخية الاردنية لتصبح أساساً للأجيال وقاعدة ثابتة في التنشئة والولاء الوطني وصناعة المستقبل.
وهنا لا نقول إن معرفة الماضي هي قصص وحكايات نرويها ونقصها الى أولادنا، وهي كذلك ليست للتباهي أمام النفس والاخرين، انما هي وسيلة مهمة للقياس على ما يجري حاضراً أو ما يتوقع حدوثه في المستقبل لكي نتفادى الأخطاء التي كانت، ونستفيد من أساليب وطرق الصواب التي سلكها سابقونا في ذلك الوقت، وعلى الرغم من كل الاختلافات بين الحاضر والماضي الا أن السلوك البشري يتطابق ويعاد ويتكرر في كثير من الامور حتى لو بعد قرون من الزمان.
فهذا هو تاريخ الاردن ثابت ومنضبط ضمن المعيار الاردني العروبي الانساني ويعيش بماضيه وحاضره ومستقبله، ويواكب كل أنماط التقدم العلمي والحضاري، وهو أيضاً حريص ولا يغفل عن الالتزام بالصبر بين الامل والحذر والتوازن بين الطموح والحكمة.
وهنا تأتي الحكمة بالتقاط الفرصة والاستفادة من كل الصدمات التي مررنا بها لتأسيس بداية المئوية الثانية بمسارات ثابتة وواضحة تعيد بناء ثقة الشعب بدولته. وهذا يتطلب اعادة تسكين فقط القيادات الصادقة الشجاعة لادارة الدولة.