بقلم اماني عضيبات
شعرت بظلم شديد عندما رأيت الاطفال يتزاحمون امام مدارسهم لكي يصلو قبل الساعه الثامنة
هكذا عبر الطفل مامون الذي لا يتجاوز العشر سنين الذي فقد اباه في الحرب وامه التي باتت على كرسي متحرك لإصابتها بعمودها الفقري عن حزنه الشديد الذي بات يشعره بالنقص.
يستيقظ مأمون كل صباح الساعة السادسة مجبراً على ان يقوم بالنهوض الى عمله ، عمله الذي يجعله يشعر بالنقص اتجاه الاخرين، يتوجه مأمون الى قهوة رجل كبير بالسن فيقوم باحضار صينيه القهوه ويظل يحرك بها حتى يجلب احد المشترين.
فرحة الطفل مامون لا تقدر بثمن عندما يقف احد الزبائن ويجلب لهم القهوة فيسمع جملة “الله يعوض عليك ويرزقك” ولكن باتت فرحته هم يجعله يفكر الى متى سابقى هكذا ؟؟ آمن عوده بعد الضياع ؟
بقي سنة كامله وهو قائم على عمله الشاق، يشتغل تارة ويذهب الى البيت ليتفقد حال اخوته وامه تارة اخرى، وعندما يحصل على نقود اضافية من المشترين يشتري بهم طعاما لامه وأخوته، تحمل مأمون العبئ والمسؤولية من عمر مبكر.
ياخذ الطفل مامون اجار تعبه يوم كامل 4 دنانير يومياً، يصرف جزء منهم لاطعام اهله ويبقي جزء صغير في حصالته.
وفي اليوم التالي استيقظ مامون مثل كل يوم ، لبس ملابسه التي كانت قد قدمت ورثت ولبس حذاءه الذي ضاق على قدمه متوجها الى عمله، اتت سياره اتجاه القهوة لتطلب الماء والقهوة، وسرعان ما لفت انتباه الطفل رجل وزوجته وطفلهما في الخلف يمسك هاتفه وياكل الحلوى.
تشتت انتباه مؤمن لبضع لحظات قائلا في باطنه : اتمنى لو كان ابي موجودا لما حصل بي كل هذه الامور، اتجه نحو القهوة ليحضر لهم الطلب فلم ينتبه للحجر الذي امامه فسقط ووقع منه كاسات القهوة والماء ، فقام صاحب المحل بالصراخ عليه واخذ حقهم من راتبه اليومي الذي يذهب به الى عائلته يوميا، جلس مامون متكتف اليدين وقال لصاحب العمل ،سوف اذهب بكرامتي.
وهو متجها الى منزله رأى قهوة اخرى يجلس بها طفل اخر تظهر عليه ملامح الحزن، قام بالتكلم مع صاحب العمل وطلب منه ان يعمل معه بخدمة المشترين او التنظيف والح على صاحب المحل ووافق عليه.
لكن الفتى كانت بباله فكرة اعمق من العمل فقط ، تكلم مع الطفل الذي معه وكانت قصته شبيهة به وقرروا ان يتعلمو ويعملو بنفس الوقت، فكانو يقسمون العمل على فترات فالاول يقوم بالعمل والثاني يدرس، على فترات متنوعة ، كسبوا المال معا وكسبو الدراسة.
قام الطفل مامون وصديقه بعمل حملة بسيطه وضحوا فيها اهمية الدراسه وكسب المال كانوا دافع كبير لعدد من الاشخاص فهم طفلين من لا شيء اصبحوا الان يعملون ويهتمون بدراستهم تعلم الطفل امور بسيطه لكي يساعد والدته على التحرك فكلف اخوته معه بان يبحثو عن متطوع لمعالجة والدته، وسرعان ما وجدو فتاة متطوعة اخذت تعالجها علاجا فيزيائيا لتستطيع ان تمشي مره اخرى، شعر مامون بانتصار شديد فهو بقي سنة كاملة يعمل ويبذ مجهودا لكن رؤيته لوالدته تمشي ازال عنه كل التعب الذي شعر به، فأصبحت والدته تعمل في مجال الخياطه وبقي على عمله حتى يكفي افراد عائلته فهو كان الاب لهم من وقت مبكر وكان العون لهم وكان قد تحمل مسؤولية كبيره وكان يؤمن بعباره سوف ابذل قصارى جهدي لكي اتمكن من حمايه عائلتي خسروا ابي لكن لن يخسروني ولن اتركهم للزمان ويلجأون لغيري.
ويمكن تعريف تشغيل الأطفال أو عمالة الأطفال على أنها، التحاق الطفل بعمل يحرمه من طفولته، وقدراته، وكرامته، ومن شأنه إحداث الضرر بالنمو البدني، والعقلي له، والتأثير في حالته الاجتماعية، والنفسية، والمعنوية، وحرمانه من فرصة التعليم، والذهاب إلى المدرسة ،أو وضعه في موقف الجمع بين الالتزام بالمدرسة، والعمل المكثف الطويل، والمجهد في الوقت ذاته
ليست فقط قصه الطفل مامون هناك الالاف من الاطفال يتعرضون لظاهرة عمالة الاطفال ويحرمون من حقوقهم.