مدار الساعة - كتبت: سناء السعيد
حمدًا لله نجحت المملكة الأردنية الهاشمية فى وأد الفتنة، فلقد استطاع عاهل الأردن الملك عبدالله الثانى إفشال المخطط التآمرى الذى استهدف المملكة مؤخرًا لزعزعة استقرارها، ونجح بذلك فى تأمين المملكة مما كان يراد لها. وجاءت الأزمة لتؤكد دعم المؤسستين العسكرية والأمنية للعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ولتؤكد التفاف المواطنين حوله، ولتؤكد الولاء الشعبى للنظام الهاشمى كعنوان لاستقرار المملكة.
تبددت الأزمة ومارست السلطات أعلى درجات المسئولية، ووجهت الأجهزة الأمنية والعسكرية ضربة استباقية لتحصين الأردن من تدخلات إسرائيلية فى محاولة لإضعافه وتمزيق وحدته الوطنية، ولأن الأردن دولة سلام وذات أهمية استراتيجية فهى مستهدفة من جهات عديدة، إلا أن إسرائيل هى التى حاولت أن تطال الأردن، حيث تشترك معها فى أطول حدود، كما أن الملك عبدالله الثانى يخوض حربًا علنية مع نيتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية حول القدس ومقدساتها، ولهذا فإن مؤامرات نيتنياهو لم ولن تتوقف، فهو يريد إزالة الدولة الأردنية من الوجود عبر نشر الفوضى وعدم الاستقرار، ونقل بذور العنصرية إليها. ويخطط من أجل إبعاد ثلاثة ملايين فلسطينى من الضفة إلى الأردن فى إطار تنفيذ مشروع الوطن البديل.
لقد كانت هناك مقدمات لما حدث فى الأردن مؤخرًا، فلم يكن صدفة أن تمنع إسرائيل الأمير الحسين بن عبدالله ولى العهد الأردنى من زيارة المدينة المقدسة والصلاة فى المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج، لكونها لا تريد أى وصاية عربية أو هاشمية على هذا المسجد، فهى تريد من الأردن التخلى عن المقدسات، ولهذا فإن الأزمة التى هزت الأردن وأمنه واستقراره مؤخرًا كانت بمثابة جرس إنذار للمملكة الأردنية وقيادتها من أجل تبنى سياسة الحذر والترقب لمحاولات دولة الاحتلال لزعزعة أمن واستقرار الأردن. الأمر الذى يتطلب من المملكة الانتصار لقضايا الأمن العادلة ليتم ذلك على أرضية محاربة الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات للحيلولة دون وقوع أزمات وجودية.
العبث بأمن المملكة الأردنية هو عمل لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل التى تتربص بالأردن منذ استلام نيتنياهو رئاسة الوزراء، لذا فإن أى مساس بأمن الوطن هو رجس من عمل شياطين الجن والإنس. لقد تأكد أن أصابع إسرائيل الخفية وراء ما حدث مؤخرًا، ولا أدل على ذلك من محاولة اليمين الإسرائيلى لتغيير الملك الأردنى لتحقيق رغبة نيتنياهو فى تفجير اتفاق السلام الموقع بين الطرفين لأسباب عديدة منها رفض إدارة المملكة الأردنية ضم الغور الأردنى المحتل إلى إسرائيل، ورفض التنازل عن وصايتها على المسجد الأقصى الذى تسعى إسرائيل إلى هدمه وبناء هيكل داوود مكانه، ورفضها أن يكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين بموجب صفقة القرن.
ولهذا لابد من قطع الطريق على كل من يحاول العبث بأمن المملكة الأردنية الهاشمية، ولابد من أن يكون هناك تضافر عربي مع الأردن الشقيق من خلال تقديم الدعم المادى والمعنوى للمملكة، فلا عبرة بكلام لا تتم ترجمته عمليًا على أرض الواقع. ولا نملك فى النهاية إلا أن نقول: (اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. واحفظ المملكة الأردنية الهاشمية شعبًا وجيشًا وقيادة. حفظ الله عاهل المملكة الملك عبدالله الثانى ووقاه شر إسرائيل ومن تبعها).