انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لن يتجاوب العالم مع الملك قبل ان تقع كارثة جديدة بسبب القدس؟

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/24 الساعة 09:54
حجم الخط

محمد مناور العبادي *

في غمرة انشغال وتركيزالمجتمع الدولي على “داعش “كونها الخطر الحالي في المنطقة والعالم، وتناسيه مشكلة اخرى كارثية بكل المقاييس -الدينية والانسانية والسياسية هي القدس وفلسطين- جاءت كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني في القمة الاسلاميه الامريكيه، ليدق ناقوس الخطر، باسم قرابة ملياري مسلم، محذرا من فرض واقع تفاوضي جديد على الأرض في المدينة المقدسة، سيؤدي إلى عواقب كارثية اذا تم تجاوز الوصاية الهاشميه على المقدسات، والتي يتشرف الهاشميون بحملها نيابة عن العالم الاسلامي، مؤكدا على ضرورة التوصل الى حل سلمي عادل للقضية الفلسطينية، التي احاق بشعبها، ظلم غير مسبوق.

من هنا تكمن اهمية كلمة الملك في هذه القمة التاريخية ، حين حدد اربعة مرتكزات وشروط اساسية، لتحقيق الامن والاستقرار والازدهارلشعوب المنطقة والعالم، ينبغي ان تتضافر الجهود الدولية لتحويلها من مجرداقوال الى افعال – كما قال جلالته- والا فاننا مقبلون عن وعي ومعرفة مسبقة على كارثة جديدة لأن القدس ركيزة أساسية في العلاقات بين أتباع الديانات السماوية وركن متين من مستلزمات تحقيق الامن والاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة..

لقد اعلن الملك بوضوح كامل، امام اكبر تجمع تاريخي امريكي اسلامي سياسي، ان نصف مرتكزات تحقيق الامن والسلام في العالم يعتمد على القضية الفلسطينية، في حين ان دول العالم بما فيها غالبية الدول العربية والاسلامية ، لايولونها اي اهتمام عملي رغم اهميتها القصوى ـ لوجود اولويات تفرض نفسها على الجميع.

اذ اكد جلالته ان هناك شرطين اساسيين من الشروط الاربعة لأمن واستقرار العالم هما: حماية القدس وتكريس الوصاية الهاشمية عليها، وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يقوم على اساس حل الدولتين وتحقيق السلام للجميع: الاسرائيليون والعرب والمسلمون على حد سواء،

واما الشرط الاول الذي ركز عليه جلالته فهو العمل المشترك الحماعي للقضاء على الارهاب والتطرف، الذي تمثله داعش والمتطرفون الخوارج، مشيرا باعتزاز الى ان الاردن وقبل12 سنة - قبل ظهور الدواعش كان اول من وضع الاسس الدينية الصحيحة للقضاء على الخوارج، حين استشرف الهاشميون الاخطار الكامنة وراء التطرف قبل ميلاده، ودعوا اكثر من خمسمائة عالم اسلامي من جميع انحاء الارض يمثلون المذاهب الاسلامية الثمانية الى اجتماع تاريخي غيرمسبوق، اصدروا في نهايته بيان عمان حول تعريف من هو المسلم، ورفض التكفير، والاعتراف الصريح بشرعية مذاهب الإسلام الثمانية: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، الجعفري، والزيدي، والإباضي، والمذهب الظاهري.

ولو تبنى العالم الاسلامي فعلا لا قولا، منذ ذلك الحين اعلان عمان،ودعم المجتمع الدولي هذا الاعلان، لما وجد المتطرفون الخوارج مكانا لهم على الارض ، او لما كانوا بهذا العدد والزخم. وبتواطوء سياسي امني عسكري دولي.

واما الشرط الرابع الذي اكد عليه الملك فهو : تعزيز وعي الشعوب بأهمية القيم التي ستحمي وتثري مستقبل الإنسانية، وهي الاحترام المتبادل، والتعاطف، وقبول الآخر.

وهي قضايا عالجتها رسالة عمان قبل اكثرمن عقد من الزمان.

ان هذه المرتكزات او الشروط الاربعه، هي الحل، لانها الضمانة الوحيدة لتحقيق الامن والاستقرار عربيا واسلاميا بل عالميا ، خاصة القضية الفلسطينية وقضية القدس، والتي سيؤدي عدم حلها - كما قال جلالته- الى امتداد التطرف، وعدم الاستقرار، ليس في منطقتنا فحسب، بل أيضاً إلى العالم الإسلامي.

لقد اكد المجتمع الدولي ممثلا بهيئة امم المتحده ،على ضرورة ان يتوصل العالم الى حل عادل وسلمي ومقبول للقضية الفلسطينية وفي طليعتها المدينة المقدسة، خاصة وان اسرائيل عبرحكومتها وبرلمانها -الكنيست - كما اقر العالم ،بحقوق الفلسطينين، وحق الهاشميين بالوصاية على المقدسات في المدينة المقدسة.

ان امن واستقرار العالم يكمن في احترام قيم وشعوب واحلام وتطلعات شعوب المنطقة وحقوقها ، في ايجاد حلول عملية وليست لفظية لمشكلاتها، لتتفرغ دولها الى رفع مستوى شعوبها، وتحقيق تنمية اقتصاديه واجتماعيه، لا يمكن ادراكها مع استمرار هذه المشكلات.

ان امن العالم وسلامته واستقراره وازدهاره من امن وسلامة واستقرار دول المنطقه وشعوبها ووحدة اراضيها وعلى رأسها قضية القدس وهي حقيقة تاريخية لايمكن انكارها.

ولان جلالته يدرك تماما ان الحل ليس في المؤتمرات والخطب والتصريحات اللفظيه، بل يكمن في تنفيذ مضامينها، فقد اكد ان مستقبل البشرية يعتمد على الافعال وليس الاقوال، في اطار الجهود العالميه المشتركه لخدمة الشعوب والاجيال القادمه.

وبعد:
لم تكن كلمة جلالته في القمة التاريخية تعكس فقط طموحات العرب والمسلمين ومحبي السلام في العالم ، بل كانت تعبر ايضا عن النظرة الهاشمية لحل مشكلات المنطقة ، حين ابتدأ الملك كلمته بالصلاة على النبي الهاشمي الذي يتشرف الهاشميون بانهم من سلالته حين استخدم كلمة الهاشمي لوصف النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). كما اختتم الملك كلمته باية قرانية يجمع عليها مليارا مسلم وكانت دستور المسلمين عبر التاريخ حين اكد ان المؤمنين اخوة وان الصلح سيد الاحكام حين قال: انما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ صَدَق الْلَّه الْعَظِيْم.

فهل يتقي العرب والمسلمون الله ،حتى يرحمهم في الارض ، وينقذهم من ويلات التشرد والتخلف ، ويكونوا خير امة اخرجت للناس ، وليس كما قال الرئيس الامريكي ترامب يشكلون اكثر من 80 بالمائة من اللاجئين والمشردين في العالم ، بحثا عن الحياة والسلام

فهل يتجاوب يتحرك المجتمع الدولي وقبلة العرب والسملمون ، مع صرخات الملك لانقاذ الاجيال القادمة ، مما ينتظرها من كوارث يعاني منها الجيل العربي والاسلامي الحالي.؟؟

----------------
* صحفي باحث

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/24 الساعة 09:54