في ظل الازمة التي نمر بها مثلما تمر بها جميع دول العالم التي اعقبت انتشار وباء كورونا ، ربما نسمع او نقرأ الكثير عن كتب تتحدث عن "الازمة الاخلاقية" او "الانهيار الاخلاقي".
فبعيدا عن ماتقدمه الدول من اجراءات شديدة وقاسية لكبح هذا الوباء فلا بد علينا ان نتقي الله في انفسنا وحياة احبابنا من حالات الاستهتار والامبالاة
لقد باتت الارض تهتز غضبا وكأنها زلازيل عاتية فيكفينا فتكاً بأرواح الابرياء فاّن الاوان على التخلي عن الكثير لا الحصول على الأكثر فيجب علينا ان نتذكر اننا سنندم اذا لم نستيقظ ونحترص اكثر وأكثر
يريد الجميع وبمن تلقاء نفسه أن يحمل نفسه إلى البطولة ، غير مستوعبين أنه لا وصول لهذه للبطولة والرجولة بلا تكاتف وتعاضد إنساني. في الواقع كل الفلسفات الإنسانية التي طالما نُظر إليها على أنها مثاليات ومبالغات إنسانية، وفي الواقع هي اليوم حقيقة ومتطلب اساسي لحياتنا لتستمر ، إذا أردنا لحياتنا وحياة احبائنا أن تستمر، علينا أن نعمل كلنا كبشر معا.
لكننا لا زلنا لا نفعل ذلك ونعاند ونحلل ونفسر لوحدنا، لازلنا كائنات غريبة لم ينفعها الزمن ولا العلم ولا التقدم ولا العمل فوصلنا الى مانحن عليه من استهانة بكل شيء مازلنا ننظر على ان الفيروس مؤامرة وان اللقاح مؤامرة وان التعامل معه مؤامرة وها نحن كل يوم نحزن على فقيد لنا فقيد يجلسك حزين يائس مع نفسك تلوم وتندب نفسك لما تجرأت على عمله بسبب الاستهتار وعدم مبالاتك بذلك الفيروس اللعين.
وتجد نفسك جالس فيخرج لك شخص فيقوم بشن هجوم شنيع قليل المستوى خالي من العلم نابع من لسانه ليتحدث وكأنه باحث علم اوبئة او عالم اقتصادي يجول ويصول في ابحره ليقوم بتوصيل رسالته الخالية من المنهج العلمي المدروس عن الفيروس فتبحر بنا السفينة الى المجهول بسببه والانصات لكلامه الميؤوس وكل ذلك بسبب اهمالنا الواضح .
لقد مررنا بأزمتنا الاخلاقية بــــ : ان هذا الفيروس ماهو الا لعبة سياسية او اقتصادية وانها اكذوبة على الشعوب ولكن للاسف بعد تفكيرنا الغير مدروس خرجت النتيجة الصادمة اننا بحاجة ماسة لوقف كباح هذا الوباء لما يقوم به هذا الوباء من الفتك بأحبتنا ومن هم قريبين علينا والادهى انه يخطف منا طيبين القلوب من امهات واباء وابناء واصدقاء وأقارب.
اسغرب استمرار الهجوم الغريب، اللاعقلاني والفكاهي أحياناً، في ردة فعل تصور الموضوع وكأنه صراع بين المواطن ومن يهتمون بصحتنا من حكومات واجهزة مختلفة ، فأصبحنا في صراع بين البشرية بأكملها ووبائها الفيروسي القاتل
إلا أن الموضوع لا يقف الى حد تداول نظريات المؤامرة الفكاهية ، هناك كذلك حالة بتأخر القرارات الحكومية مما ترك الناس تقدم الشائعات والتحليلات الشخصية.
فبرأي الشخصي المتواضع يجب علينا وبكل جدية ان نثبت لانفسنا ولوطننا وأحبائنا ان لانعاند ونتحايل على اجراءات تهدف لسلامتنا وتحافظ على صحتنا فكلنا نواجه وباء مميت فحربنا باتت مع هذا الوباء اللعين وليست مع الاجراءات الحكومية فهناك منا من يتعطشون للعمل حتى لاخر ساعات الليل حتى يلبوا ادنى متطلبات حياتهم فهناك من عليه التزامات وهناك من ضاقت به الحياة ذرعا.
ومن هنا ايضا يجب على الحكومات ان تضع خطة واضحة المعالم لتقديم الدعم لمن تضرروا فيجب ان تكون هناك قرارات تخدم الجميع للوقوف بكل حزم بدعم القطاعات التي تضررت وأغلقت والعاطلين عن العمل ويجب ان يكون هنك خطة واضحة المعالم ويجب ايضا دراسة كل قطاع على حذا وأخذ التغذية الراجعة منه لمعرفة النسبة المئوية التي تضرر بها جراء هذا الحدث الا وهو (وباء كورونا) ومن ثم وضع تصور لدعم هذه القطاعات .