انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المفلح تكتب: يوم المرأة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 18:27
حجم الخط

بقلم رجاء المفلح

معا و سويا من اجل ان نجعل من يوم 8 اذار يوم لنصرة المرأة المناضلة

8 اذار يوم يتبارى الجميع فيه احتفالا بالمرأة تمجيدا و تهليلا بمناقبها المرأة الأم و المرأة الأخت و الزوجة و الأبنة و من اراد المغالاة اكثر في تبجيلها وصفها بنصف المجتمع و بأنها الأساس لوجود نصفه الاّخر حتى بات يوم تقليدي نحفظه عن ظهر قلب من اجل ان نثبت كم للمرأة نحن منتمون و ممتنون و في اليوم التالي نعود الى روتيننا اليومي و تعود المرأة من جديد نسيا منسيا و يسود الصمت و كأن شيء لم يذكر حتى يحين موعد 8 اذار جديد في سنة جديدة لنذكر بعض من مناقبها و نكيل لها المديح لنرسخ النفاق الأجتماعي من جديد !!

قد تحتاج المرأة الى الكلمة الطيبة و قد يكون شيء جيد ان يستذكر العالم فضلها و يخصص لها يوم في العام من اجل ان يشكرها و يثني عليها على اساس انها انسانة مرهفة الحس مرفهة المعيشة و جيوش من المنظمات الحقوقية و التشريعات و القوانين التي تقوم على حماية و صون حقوقها و كرامتها و مكانتها و لكن كم نسبة النساء اللواتي يتمتعن بأمكانيات كتلك و تحيط بها و تشملها الرعاية؟؟

على من يريد الأحتفال المرأة ان يجعل من يوم المرأة يوم من اجل الأنتصار لحقوقها و لكرامتها و ان يطلق العنان لخياله لكي يستشعر الأوضاع الصعبة و المهينة و المذلة في بعض الأحيان و التي تواجهها المرأة بمفردها و على كاهلها مسؤولية اسرة و اطفال و احيانا يترافق مع ذلك زوج عاطل عن العمل او مريض بمرض عضال يقعده عن العمل لاسيما في المجتمعات الفقيرة عموما و المجتمعات العربية خصوصا ان يستشعر اولائك النسوة القابعات في الخيم يواجهن البرد القارس و لا يملكن سوى الصلوات لكي تنزل دفئا و سلاما عليهن و على اطفالهن ان يستذكر اولائك اللواتي يتعرضن للأمتهان و الأستغلال مقابل ما يسد رمقهن و غيرهن من المعنفات و الملقيات على الأسرّة في ملاجيء المسنات.

الا ان كل تلك الأوضاع قد توصف بالافات المجتمعية و التي ترتبط مواجهتها بنسب النمو الأقتصادي و الوعي الثقافي و توفُر الجمعيات الراعية لهن و لذلك قررت ان اتوجه اليوم بصلواتي و دعائي و بأحر تبريكاتي الى نوع اخر من النساء, الى اولائك المناضلات الثائرات القابعات خلف قضبان سجون الأحتلال الهمجي حيث يمارس في حقهن ابشع و اقسى انواع الأمتهان الممنهج لكسر صلابة ارادتهن و صمودهن الى اولائك النسوة المرابطات حول بيت المقدس و اكنافه ليصدن عنه هجمات المتطرفين المحتلين في في ظل الصمت الشعبي العربي و الدولي و يدفعن الثمن ضربا و سجنا و تنكيلا .

كما انني اتوجه اليوم الى كل مناصرين المرأة من نقابات و احزاب و برلمانيين ان يجعلوا من 8 اذار في كل عام يوم لمحاسبة الذات و عمل المراجعات القانونية و التشريعية لكي لا يقتصر هذا اليوم على مجرد التهاني و التبريكات التي لا تغني و لا تسمن من جوع و التي تذر الرماد في العيون و كأن المرأة نالت كل ما تستحق و لم يبقى سو تهنئتها بما انجزت .

كل يوم و المرأة المناضلة الثائرة افضل الكائنات و اشرف المخلوقات و اطهرهن و انضجهن .

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 18:27