بقلم أسيل الحنيطي
في اليوم المزعوم ، سيهم احدهم مسرعا لاقرب متجر يرجو الله ان تلعب ورقة حظه بشكل جيد هذه الليلة، فلا امنية سوا ان يجد اخر قطعة كعك ملونة ، ان انخراطه في عمله الشبه يومي ذات الروتين الدائم اشغله ونسي ان أبواب المتاجر ستغلق في التاسعة مساءا ، انا حقا اجهل ان كان السبب وراء ذلك هو نسيان موعد الحظر، لربما كان امر الاحتفال ليس بذاك الأهمية لديه ، نعم سيأخذ قطعه الكعك الملونه لمن اسماها القدر"امي" ثم ماذا ؟ ثم كفى ، هذا وستكتظ مواقع التواصل الاجتماعي باجمل ايات التهنئة لمن اسماهن القدر" أمهات"، والتي عادة ما تكون مكررة فهي تابعة لمنظمة (انسخ والصق)،واخرون سيبدعون بفن الرثاء لان من اسماهن القدر "أمهات" قد رحلوا عن كوكبنا بلا أي مقدمات .
ستبرق جملة " اسماهن القدر أمهات " لديكم بالقدر الكافي الذي يلزم لاثارة فضولكم المصحوب بعلامات تعجب واضحة لتطرح سؤال ( شو مالها هاي ؟) .. ولكن "ان بعض الاثم "..
اؤمن جيدا ان اللقب وخصوصا الألقاب الالهيه مثل ( الام ، الاب ، الأخ ، الأخت ) هي مجرد القاب منحت من الله عز وجل كنوع من أنواع الاختبار، فان صبر الام والأب على قسوة الحياة والسعي نحو الرزق هو نجاح بحد ذاته ، كذلك الأخ والاخت فلهما من المهمات التي لا يمكن التقليل من شأنها والتي بدورها تحتاج الكثير من الصبر والعطاء للنجاح ، دعوني من هذا كله ولنعود الى صلب الموضوع الا وهو " اسماهن القدر أمهات " .
ان الفهم والادراك يحتاج للمنطق في التفسير والتحليل، ومن غير الأسئلة تستطيع تفكيك عقد الأمور لذلك حضروا اوراقكم واقلامكم وهيا بنا نحو الدرس الأول بعنوان " من منا اختار امه ؟ "
حقا ، من يستطيع ان يجزم بادلة انه هو من اختار والدته، بذلك الشكل الخارجي، وتلك الاخلاق الطيبة، وردود الفعل القاسية أحيانا ، من منا اختار ان تكون والدته ابنة لفلان، ومن عشيرة كذا، وتنتمي كل الانتماء لمنطقة ما .
الجواب بكل تأكيد ووبلا أي منازع " لا احد " ، فنحن قد وعينا على تلك الحياة المترامية الأطراف، نرى انسانه تمتاز عن غيرها بالعديد من المميزات التي قد لا تعد ولا تحصى، فهي حقا لا تشبه نساء الأرض بتاتا ، وعيت عيناي وعيناكم على انسانه يقال لها " ام " ومطلوب مني ان اخاطبها ب " امي " ...
اذن خلاصة الدرس الأول : لا خيار لنا في امهاتنا ، وان القدر هو من اسماهن أمهات .
لم اتوق قط لان أكون معلمه لذلك قد افشل في الامر، لذلك دعوني واياكم انتقل مباشرة الى درس الثاني والاخير بعنوان " من كأمي ؟ "
في حال تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي مثلا او حتى في حلقات النقاش مع من نحب نجد انهم دوما ما يرددون " ما حد زي ماما " ، اراعي جدا مشاعر الحب والولاء لذلك الحضن الدافء الأمين الا اني اخالفهم الراي تماما
دعونا نعود قليلا للفقره أعلاه ،وتحديدا حينما توصلنا الى ان الأمهات هدية قدر لبعض الاناث على سطح الأرض ، ولكن ماذا عن أولئك الذين لم يرزقوا باولاد ، او ماذا عن العازبات ممن لم يختارهن النصيب للانتقال الى قفص الزوجيه والانجاب حتى سن متأخر، افلا تعلمون ان قدرتهم في بعض الأحيان على العطاء والصبر قد تفوق الأمهات الذين تزوجن وانجبن بالفعل ؟؟
من يرفض تلك الجمل ويخالفني الرأي اود ان اواجهك بسؤالين ولنعتبرهما واجب بيتي
الأول يقول : هل جميع (جميع) من اسماهن القدر " أمهات " يعتبرن من أصحاب الاخلاق الحميدة ويرفع لهن القبعه ويستحقن اللقب ؟
الثاني يقول : الم تمر بعالمك قط انسانه ( ليست ام ) مانحة معطاءه ودودة محبة تبث الأمان في جلستها ومحادثتها واكثر؟
الى هنا اكتفي وفي ذكرى يوم الام كل عام واناث الكوكب بالف خير... .