الكاتب: راشد علي المعايطة
يستيقظ الاردني وهو شابٌ في العشرين من عمره لينام آخر الليل بعمر السبعين دَين والمائة هَم.
لا غرابة فنحن نتحدث عن الشاب الاردني ، الذي إن كان ذو حظ فهو يحصل على راتب لا يتجاوز ثلاثة مئة دولار، ولا يجدر بي الحديث كيف هي المعاناة لاستخدام هذا المال يكفيه لتكملة الشهر دون تراكم ديون عليه ، وتدهور الاقتصاد الذي أثر بشكل كبير على وضع الشباب وأعمالهم ومشاريعهم الصغيرة، إن لم تكن أفكار مشاريعهم الصغيرة التي لم تنفذ حتى بسبب هذا الوضع، لكنني في صدد الحديث عن هؤلاء الشباب الذين يمثلون الشريحة الأكبر من السكان ومع هذا لا يملكون حتى الحق في النظر لمشاكلهم ومحاولة إيجاد حلول عملية وملموسة لهم، فالمشهد أصبح نحو الوضع السياسي والاقتصادي ومحاولة جمع انتصارات من قبل جميع الأطراف، متغاضين تمامًا عن أن هذه الشريحة تمثل حاضرًا ومستقبلًا وتمثل واقعًا إما أن يكون عاملًا فاعلًا في بناء حقيقي في جميع مناطق المملكة وليس فقط ابناء الطبقة البرجوازية، يقف الشاب حاملًا فكرة البحث عن العمل في كل مكان يذهب إليه وأمام كل باب يطرقه باحثًا عن فرصة كريمة تضمن له العيش الكريم، إن ما ذكره تقرير التنمية المستدامة الصادر في العام 2018 أن 44.8% من الشباب لا يجدون أعمالًا، يمثل لنا واقعًا نراه أمامنا كل يوم، فإن لم تكن أنت عزيزي القارئ أحد هؤلاء، فعلى محيط الأسرة والحي وأصدقاء الدراسة ستجد الكثيرين ممن يحفرون في جدران الفرص ليحصلوا على فرصتهم المنتظرة ولكن بلا بجدوى، ثم نجدهم يتخبطون في البحث عن أفكار مشاريعهم الخاصة، وما أن يقرر أحدهم أن يكون شجاعًا ويقدم على هذه الخطوة سرعان ما تقف قلة الخبرة وعدم وجود التأهيل علاوة على صعوبة الاستيراد التي حدت بشكل كبير من الكثير من المشاريع وأوقفت بدورها مشاريعًا شبابية كانت قائمة وناجحة.
إن وجود فرص عمل ومشاريع صغيرة للشباب يجعل الواقع أخف قليلًا في ظل كل هذه الظروف، ويجعل الحياة تعود لأروحهم من جديد، وتجدد الأمل في حد ذاته بوجود الاهتمام وتبني مشاريع التدريب والتأهيل وبناء القدرات لهم، يجعل هذا الجيل من الشباب متسلح بهذه المهارات والقدرات التي قد تغنيه عن المشاركة في أي أعمال لا جدوى فيها ، وحتى على الأقل تنقذه من حياة البطالة وجلد الذات الذي لطالما كان مصاحبًا له في مثل هذه الأوضاع التي لا يستطيع فيها أن يرى إنجازًا لنفسه، أو عملًا قام به، أو حتى مهارات جديدة اكتسبها، أما لو كانت الظروف الاقتصادية والحاجة للبحث عن العمل دفعته لترك تعليمه الجامعي، فبهذا يكون قد تراكمت عليه الأسباب التي لا يراها أحد أنها أسباب خطيرة وقد تدفعه للاختلاط في بيئة لا تشبه مما يجعلنا نخسر طاقات شبابية ،كما انه يصبح تحت مظلة أي طرف المهم أن يهرب من الواقع الذي يعيشه.
يجب أن يكون هناك صوت شبابي، صوت يمثل هؤلاء الشباب، يمثل واقعهم يتحدث بلسان حالهم، ينقل معاناتهم ويشارك باسمهم في أي مشاورات تهدف لبناء البلاد.