بقلم: العين والوزير السابق المحامي مفلح الرحيمي الحراحشة
هي ليست إلا نهجاً هاشمياً موصولاً ومتوارثا، وهي كما عايشناها وعرفناها خصلةً نبيلةً من خصال حكمٍ ملكيٍ هاشمي، وهي ذات الخُلق الذي توارثه الحسين ولي العهد، عن أبيه المعزز وجده الباني، ليكون رجال الجيش صلب اهتمامه ومركزهم.
ولأن القائد ملك، ورفيق السلاح أمير، سهر معهم ليال العسكرية، وخاض معهم في معترك التدريب، وتقاسم وإياهم "قلاية البندورة التي يحب"، تراه في كل لحظة يسأل عن جنوده وأخوته ورفاقه في درب الجندية، يتفقد حالهم، ويتابع أحوالهم، ويوجّه لتحسين معيشتهم.
واليوم، وفي يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين، رجال الجيش، وبناة الدولة، وحماة مؤسساتها، واليد التي تذود عنها، وحرّاس حدودها، يأتي سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، ممتثلاً لتوجيهات جلالة الملك ومستلهماً رؤيته، وهو يعلن عن برنامج "رفقاء السلاح" ليحمل في اسمه معاني الوفاء لهذه الكوكبة من النشامى.
ولي العهد، وهو يتحدث جامعاً طموح ورمزية الشباب مع خبرة السلاح، ادخل الفرحة لبيت كل الأردنيين، حينما طرح تفاصيل برنامج مخصص لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وهو يدلل على اهتمامه كأبيه وجدّه برجال الجيش، وفاءً من الوطن لمسيرتهم، وعرفاناً لعطائهم، وتقديراً لتضحياتهم.
الحسين، ولي العهد الأمين، والضابط العسكري القدير، والشاب الطموح، ووريث خير الأخلاق وأرفع الأنساب، يكرّس اليوم جهده للإعلان عن جهودٍ أشرف عليها وتابعها بتكليف ملكي سامٍ للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لفئة المتقاعدين العسكرين والمحاربين القدامى، وهم الذين لم تقف الظروف والتداعيات الصعبة عائقاً أمام تصميم القيادة على مكانتهم ورفعتهم وعلو شأنهم.
وتزادا أهمية هذا البرنامج الذي عرضه سمو ولي العهد بتزامن إطلاقه مع يوم الفئة للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وحيث الدولة الأردنية التي سبق فيها تأسيس الجيش كل المؤسسات الأخرى، تدخل مئويتها الثانية بباكور إنجاز وتكريم وتقدير لرجال رافقت خطاهم خطى بناء الدولة الأردنية، وصون مكتسباتها مقدراتها منذ تأسيسها.
لكل المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، كما هم الأردنيين، الفخر كله بقيادة حكيمة وملهمة، رافقهم ملوكها وأمراءها في صفوف الجيش، وزاملوا رجال السلاح، لتترجم اليوم بتوجيهات ملكية وتطبيقٍ من سمو ولي العهد، في رسالة تؤكد الاعتزاز بهم وتكريمهم بما يستحقون، فشكرا جلالة الملك وشكراً سمو ولي العهد على لفتةٍ يقدرها رفاق السلاح، ويحملونها وساماً لا يمحى.