انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

الحمار كاد يصدق نفسه حصان

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/14 الساعة 09:21
حجم الخط

بقلم الدكتور محمد المعايطة

كثير من البعض هم كالحمير ويريدون أن يصبحوا أحصنةً
ولكن في النهاية الحمار حماراََ والحصان حصاناً والجميع يعرف كل الأصول والفصول وحتى إن تم تهجينه فيصبح بغلاَ ومن المستحيلات أن يكون حصاناً فيا أيها الحمار لا ترهق نفسك فأنت حمار وحتى إن عملت المستحيل ستصبح بغلاَ وتالياََ نكتب لكم قصة الحمار كيف صدق نفسه حصاناً..

"أصر الحمار على الإشتراك في سباق الخيل العالمي، فطرد الثعلب الذي حاول أن ينصحه ويذكره أنه حمار وليس حصاناً، وأن الموضوع كله طبخة إعلامية تم شراؤها بالمال لا أكثر، ولكن الحمار غضب على الثعلب وطرده، ثم اشترك في السباق..

اصطفت الخيول.. والنقل مباشر على الهواء... وتشجيع الجماهير يملأ أرجاء المضمار.. وفلاشات كاميرات الصحافة تبرق في كل مكان.. ومعظم الكاميرات تركز على الحمار، والذي يظنونه حصاناً رشيقاً فتياً لصغر حجمه من بعيد.

اشتد حماس الخيول.. بلغ ذروته.. بدأ صهيل الخيل يهز الأرض ممتزجاً بصيحات الجماهير المتحمسة.. واشتد معهم حماس الحمار، احمرت عيناه من الإثارة التي بلغت مداها، وهو يسمع صوت الصهيل، فغاب عقله تماماً، ونسي نفسه، وبدأ ينهق الحمار بكل قوته وسط الصهيل.

سمع الجمهور نهيقه، وتم بثه مباشرة لكل الدنيا، ضحكت عليه الخيول، ثم انطلقت مسرعة في السباق، وتراب حوافرها ينسف على جسمه من رأسه حتى أخمص قدميه..

والجماهير تضحك عليه وتقول:
الحق بهم أيها الحمار الأصيل.

بدأ يشعر بسخريتهم منه،
بدا يشعر أنه لوحده في مؤخرة السباق، بدأ يستوعب أنه حمار، بدأ يستفيق من غيبوبة الحماس وتزوير الإعلام ونفاق بعض علماء السوء، الذي أنساه نفسه.

فقد كل ثروته في هذه التجربة، فلا هو من ماله، ولا هو من منزلة الحصان..أما الإعلام.. فتركه بعد أن صار فقيراً، وذهب ليبحث عن حمار آخر ليجعله حصاناً

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/14 الساعة 09:21