أَلقد تكلمنا في مقالتنا السابقة بعنوان " اَلإِنْتِمَاءُ لِلْمَنْطِقَةِ اَلَتِي نَنْتَمِي إِلَيْهَا اَلشَرْق أَوْسَطِيَة " عن مواصفات هذه المنطقة من حيث التضاريس ومن حيث مباركة الله في أيامها نهارها وليلها وفي مناخها وفي مزروعاتها وفي القاطنين فيها.. إلخ. وطالبنا من جميع القاطنين والمقيمين فيها العمل بشكل دؤوب على الحداثة في تطويرها بشكل مستمر في كل مناحي مقومات الحياة ومواكبة ما حدث ويحدث وسيحدث في المستقبل في العالم من نقلات نوعية في العلوم المختلفة (الطب والصيدلة والهندسة وعلوم الإجتماع والنفس والسياسة . . . إلخ) والتكنولوجية والثقافة والإقتصاد والمال والتصنيع المدني والعسكري والفضائي حتى تبقى وتستمر منطقتنا من أفضل مناطق العالم على كل المستويات بين جميع دول العالم قاطبة وعلى المقاييس العالمية. يتوفر في هذه المنطقة المناخ والبيئة المناسبتين لإنسانها والمقيم فيها ليبدع ويتوفر في معظم القاطنين فيها المبادئ والقواعد الأساسية في الحياة والتي مصدرها السماء والتي جاءت بها الرسالات السماوية السابقة والديانة الإسلامية، وهذا أمر مهم للتفاهم فيما بين القاطنين فيها كقاعدة اساسية. كما أن معظم القاطنين في هذه المنطقة يعيشون في نفس المناخ والظروف الحياتية والتي لا تختلف فيما بينها إختلاقاً كبيراً ولهم نفس العادات والتقاليد ويتكلمون أغلبهم لغة واحدة وهي اللغة العربية لغة القرآن الكريم. ولهذا فإنه من السهل جداً أن توجد بينهم قاعدة أساسية قوية ومتينه فيما بينهم ليقتنعوا بأهمية منطقتهم والإنتماء لها والدفاع عنها بكل ما لديهم من إمكانات ومن قوة.
ولهذا السبب فإن بقية دول العالم تحسب حساب لهذه المنطقة وتهتم فيها بشكل كبير وربما البعض من الدول لا ترغب في أن تقوم قائمة لها لأنهم يعرفون أن مقومات الوحدة والقوة والمناعة المتوفره لدى أهلها لا تتوفر في أي شعوب في أي منطقة من المناطق الموجودة في الكرة الأرضية أجمع. فعلى القاطنين والمقيمين في هذه المنطقة العمل وبشكل جدي وحثيث على إزدهارها وتقدمها وقوتها ليس للإعتداء على أي شعوب في أي منطقة أخرى في العالم. ولكن لكي تكون المنطقة المؤثرة والفعَّالة في العالم على بقية شعوب العالم وأن تكون رسالة أهلها هي: السلام والأمن والأمان والرفاهية في كل مجالات ومقومات الحياة لجميع شعوب الأرض. وذلك لأن دين أغلب القاطنين فيها هو الإسلام ودستورهم في الحياة هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة لرسول الله للناس أجمعين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ويجب على كل من يدين في الإسلام الإيمان بكل ماجاء به أنبياء ومرسلي الرسالات السماوية السابقة ويعمل لصالح بني البشر أجمعين مسلمين وكفار وغيرهم لأنهم جميعاً خلق الله (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة: 4 و 285)) ويقول الله في كتابه العزيز أيضاً (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)).