بقلم: د. سعد علي الخشمان
في مقال جديد للكاتب سلامة الدرعاوي في صحيفة الغد بعنوان "ليس كل ما يلمع ذهبا" شن الكاتب هجوما جديدا على حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة متهمة إياها بصاحبة الخطابات والشعارات الزائفة على حد قوله.
وكالعادة استهدف في هجومه رموز هذه الحكومة ومنها على وجه الخصوص الدكتور معن القطامين الذي ومنذ استلامه حقيبتي العمل والاستثمار وهو مادة دسمة لقلم الكاتب.
الكاتب ارتأى هذه المرة، أن معن القطامين ليس حراثاً وليس ابن حراثين.
وبنى الكاتب دحضه لصفة ابن الحراثين عن الدكتور معن القطامين بأن الاخير درس في جامعات غربية، ولأن والده المناضل القومي الكبير مرضي القطامين، رحمه الله، كان موظفا في القطاع العام.
وكأن موظف القطاع العام بات شبهة، وكأن آبائنا الذين خدموا الأردن سواء في القوات المسلحة أو القطاع العام بمجمله انتفت عنهم صفة الارتباط بالأرض ولا يجب أن يدعوا شرف خدمتها.
الا يعلم الكاتب أن جميع الأردنيين الشرفاء يعتزون بأرضهم وفلاحتهم وحراثتهم وأن دراستهم في الجامعات العربية أو الغربية ليست نقيضاً لارتباطهم بالأرض؟ الا يعلم الكاتب أن جامعة الطفيلة مثلاً تحوي أساتذة من محافظة الطفيلة حصلوا على تعليمهم العالي من أرقى الجامعات العالمية وحين عادوا الى أرض الوطن سجدوا في أولى صلواتهم تحت ظلال الدوالي ورووا قصص ترحالهم تحت ظلال أشجار الزيتون وستراهم اليوم يا سلامة يصلحون أوراق الامتحانات وهم يحتسون شاي النار على تلال الطفيلة.
الا يعلم الكاتب أن أبناء اربد مدينة العلم يحملون القلم والمنجل في سهول حوران وأن غالبيتهم تلقوا تعليمهم في شتى أنحاء العالم وحين عادوا للوطن حرثوا الأرض حنيناً ونثروا القمح شوقاً وحصدوه حباً وهم يغنون أهازيج الحصاد الجميلة؟ أي قلم هذا الذي يريد أن يفصل بين العلم والانتماء للأرض؟ وأي حبر أسود يقطر على مفاهيم بيضاء بينما نحارب جميعا لأجل أن نورثها لأبنائنا ناصعة البياض؟ كلنا مع النقد البناء للسلطة التنفيذية وهذا هو أحد أدوار الصحافة التي يطلق عليها السلطة الرابعة ولكن ما هكذا تورد الابل.
من هنا علينا أن نعود لأسباب هذا الهجوم الممنهج من سلامة على الدكتور معن القطامين فلا نرى له سبباً سوى لقاء تم على قناة رؤيا قبل ثلاث سنوات تقريباً، بإدارة الإعلامي اللامع محمد الخالدي، حين كان الدرعاوي متحدثاً باسم الحكومة مدافعاً عنها وكان القطامين متحدثاً باسم الناس، وكان الحديث عن الشأن الاقتصادي الأردني.
حينها حاول الدرعاوي أن يدافع عن خطة التحفيز الاقتصادي 2018-2022 التي تبين للجميع أنها فاشلة وكانت ستكلف الأردن 17 مليار دينار، فكادت أن تكون المقتل، وتم الغاؤها لاحقاً من قبل دولة الدكتور عمر الرزاز حين أعلن ان الخطة غير واقعية ولا يوجد مصادر لتمويلها.
دافع سلامة عن الخطة وعن حكومة الخطة ولكن ما لبثت الحكومة كلها أن سقطت بعد ذلك على وقع أحداث الرابع.
فهل سقطت معتقدات الدرعاوي مع الحكومة التي سقطت أم ما زال في نفس الخندق الذي يرى أنها كانت الحكومة الأفضل؟ هذه هي قصة الدرعاوي الذي يستخدم القلم معولاً للبحث عن الذهب...
من هنا جاء عنوان المقال: ليس كل ما يلمع ذهبا، فيبدو أنه ولغاية الان لم يجد الذهب... ولعله يستمر بالمحاولة فالأرض تحوي كل شيء.