كتب: الدكتور ذوقـان عبيـدات
حدثتني سيدة ولية أمر طالب، أن ابنها قد التحق بالروضة صباح الأحد 7 / 2، و أنها شاهدت مدرسة جديدة بألوان زاهية ومعلمات أنيقات، وأن ابنها قد تلقى ترحيباً في إحدى المدارس الحكومية، وحرصاً على الدقة، سألتها بعض الأسئلة، فقالت: إذا شكيت بمعلوماتي، أرسل لك تليفون المديرة لتسألها.
قالت المديرة إنها كانت تقرأ وتتابع ما يكتب عن عودة الطلبة وضرورة استقبالهم / استقبالهن بترحيب احتفالي.
أعدت ما يمكن إعداده في مدرسة حكومية ريفية، وأرسلت صوراً مبهجة فعلاً.
ليس هذا هو الأكثر أهمية، سألت هل بدأتن التدريس الفعلي من اللحظة الأولى؟ كان السؤال مستنكراً، حيث قالت اليوم الأول احتفالي، وربما بعض الغد سيكون تدريسنا تدريجياً لا يزعج الطلبة، بما معناه: اليوم خمر و غداً أمر، لكنها لم تستخدم مثل هذه المصطلحات، بل قالت، اليوم نحتفل، وغداً تدريسنا واستعدادنا يكتمل!
أرسلت الأستاذة مديرة المدرسة الجدول الآتي بالحضور والغياب:
صف الروضة : حضر 36 وغاب 37
الصف الأول : حضر 48 وغاب عشرون
الصف الثاني ثانوي: حضر 36 وغاب 38
فماذا نستنتج لو بقيت هذه الأرقام على حالها؟
1. إن نسبة الغياب مرتفعة تفوق 50% في الروضة والثانوي، مما يعكس حذر الأسرة والمجتمع وعدم الاطمئنان إلى ترتيبات المدرسة والوزارة فالمرض لا يزال موجوداً.
2. إن أعباء الوزارة ستتوزع على التعليم المباشر الوجاهي والتعليم عن بعد، وهذا بحد ذاته خير، حيث أن الوزارة ستواصل الإفادة من تراكم خبراتها.
3. إن من ملأوا الدنيا ضجيجاً من المؤامرة على الوطن وتجهيل أبنائه، وتشوق المجتمع الهائل لإرسال أبنائهم إلى المدرسة مباشرة لم يكونوا دقيقين، وأن الضغط لفتح المدارس لم يكن جماهيرياً، بل مطلباً لفئة من المجتمع!!
صحيح أن اليوم الأول قد يشوبه خطأ، ولكن دعونا ننتظر إذا ما كنا أصبنا أو أخطأنا، لعل نسب الحضور تزداد بالعدوى.