مدار الساعة - مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في المركز الثقافي الملكي صباح اليوم الاربعاء حفل افتتاح فعاليات عمان عاصمة الثقافة الإسلاميّة للعام 2017.
وتم اختيار عمان عاصمة للثقافة الاسلامية للعام الحالي، ضمن مشروع العواصم الثقافية الاسلامية تجسيدا للمكانة التي يحظى بها الاردن كنموذج للإسلام الوسطي المعتدل في وجه الغلو والتطرف وما تزخر به المملكة من ارث وتنوع حضاري اسلامي.
وأكّد وزير الثقافة نبيه شقم ان اختيار عمان عاصمةً للثقافة الإسلاميّة هذا العام هو تقديرٌ لمكانتها في العالم الإسلاميّ وإسهاماتها الكبيرة في الحضارة والتنوير، خصوصاً في هذا الظرف الذي تقف فيه الأمّة أمام سؤال الحضارة والمصير.
وأعرب شقم عن تقديره لقرار المنظمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" ترشيح مدينة عمان واختيارها لتكون عاصمةً للثقافة الإسلامية لهذا العام، والذي جاء ترجمة لمكانة عمان الاسلامية والتي ستبقى كما كانت دوما جامعة حانية بالرغم من كل الظروف.
وقال ان عمان تفتح ابوابها من جديد لعلماء الامة ومفكريها ومثقفيها عاصمة للثقافة الاسلامية, ليس كفعل مناسباتي عابر بل مكانة مكرسة منذ بدايات الفتح منذ بدايات الفتح الاسلامي.
وتحدّث شقم عن عمَّان التي قدّمت أنموذجها القائم على المروءة والكرامة والشهامة، مثلما حفظت تاريخها الأصيل، خصوصاً وهي المدينة العربيّة الإسلاميّة التي كانت وما تزال منطلقاً حقيقيّاً لرسالة الإسلام الحنيفة وقِيَمهِ السمحة النبيلة ووسطيّته واعتداله.
واكد وزير الثقافة مسؤولية المثقفين والعاملين في حقل الثقافة لنشر قيم العدل والحق والمساواة ليغدو ديننا الحنيف في منأى عن كل محاولات التشويش التي يسعى اليها الظلاميون، وهو بريء مما يفعلون.
من جهته اكد مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "أيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز التويجري ان برنامج عواصم الثقافة الاسلامية يعكس الرؤية الحضارية المستنيرة للعمل الثقافي الاسلامي المشترك.
ولفت الى ان اختيار هذه العواصم يتم بناء على معايير دقيقة يراعى فيها ان تكون العاصمة الثقافية ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في الدولة وفي الاقليم وان تكون لها مساهمة متميزة في اغناء الثقافة الاسلامية، مؤكدا ان هذه المعايير جميعها تتوفر في عمان هذه المدينة العريقة المزدهرة التي لها مكانتها في تاريخ الحضارة الانسانية والاسلامية.
وأشار الى ان عمان ظلت مهدا للحضارات على تعاقب فصولها ومراحلها وعندما دخلها الاسلام سميت عمان وزادت بهاء وعطاء في سائر عهود الحضارة الاسلامية.
وقال ان عمان عاصرت العديد من الحضارات القديمة كالحثيين والهكسوس والعماليق والعمونيين الذين سموها ربة عمون أي دار الملك ثم جاءها الاشوريون والبابليون والفرس والاغريق البطالسة الذين سموها فيلادلفيا، وجاءها الرومان حيث لا تزال الآثار الرومانية قائمة الى يومنا هذا ثم البيزنطيون الذين انشأوا الكنائس التي كشفت الحفريات عن عدد منها.
واكد التويجري ان عمان اليوم عاصمة لمملكة هاشمية متجددة ومتطورة عامرة بالحياء والنماء والعطاء ومزدهرة بالمعارف والعلوم ورائدة في الساحات العربية والاسلامية والدولية, متميزة بوسطيتها واعتدالها وبتنوعها الخلاق وبسماحة التعايش والتلاحم بين ابنائها ومنها انطلقت رسالة عمان , دعوة للسلام والوئام والحوار والتعاون بين ثقافات العالم واديانه.
ولفت الى ان الايسيسكو واسهاما منها في دعم البرنامج العام لاحتفالية عمان عاصمة للثقافة الاسلامية ستنفذ مجموعة من الانشطة التربوية والعلمية والثقافية والاعلامية والاتصالية موزعة على مدار السنة بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم.
وتم عرض فيلم قصير عن الأسباب الموجبة والحيوية لاختيار عمان عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "أيسيسكو"، ومنها الرعاية الهاشمية للمقدسات في مدينة القدس وإعمارها والحفاظ على هويتها، وانفتاح الأردن على العصر، والدور المحوري لعمان في نشر الثقافة الإسلامية ورسالتها كواجهة للاعتدال والتسامح في ظلّ التحديات الأمنية والفكرية التي تواجهها المنطقة في ظلّ تنامي الفكر المتطرف، وتمتع الأردن برؤية إسلامية حضاريّة تقوم على الفهم العميق لرسالة الإسلام بحكم المسؤولية التاريخية الموروثة التي تحملها القيادة الهاشمية، ومكانة الأردن التاريخية في العصور الإسلامية وفي الوقت الحالي، والخطاب المعتدل الذي تتبناه المملكة الأردنية الهاشمية ودورها الفاعل في الحفاظ على المقدسات والهوية الإسلامية.
كما تضمن عرض فيلم توثيقي عن مدينة عمان، ومشاركة لجمعيّة الأوركسترا الوطنيّة، وافتتاح معرض صور من العالم الإسلامي.
وكان رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، التقى مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "أيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز التويجري حيث جرى بحث اوجه التعاون القائمة بين الاردن والمنظمة.
واكد رئيس الوزراء ومدير عام المنظمة اهمية تضافر كافة الجهود للتعريف بالمضامين الحقيقية للدين الاسلامي الحنيف ونبذ الارهاب والفكر المتطرف.
واشاد التويجيري بالدعم الموصول الذي تلقاه الايسيسكو من المملكة ايمانا برسالتها في اطار العمل الاسلامي المشترك.