انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المعايطة يكتب: زلات لسان

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/31 الساعة 09:59
حجم الخط

بقلم د. محمد المعايطة

بشكل عام، يمكن اعتبار الرأي العام الاردني، ناقداً وحساسا ًجداً، ازاء الكلام، سواء جاء هذا الكلام في مقال، او تصريح صحفي، او مقابلة، او خطبة، او بأي شكل من الاشكال.

حساسية هذا الرأي العام مردها الى اعتبارات كثيرة، من بينها ان اغلب المجتمع متفتح، ويتعامل مع وسائل الاتصال، ومسيس، ولا تنقصه البصيرة في حالات كثيرة، هذا مع الاقرار هنا، بوجود اخطاء احيانا تبدر عبر من ُيقيّمون الاخرين، عبر المبالغة في نقد الاخر، او التخفيف في مرات عديدة.

اكثر التصريحات اللافتة للانتباه، هي تلك التي قد تصدر عن مسؤولين سابقين، ومن درجات مختلفة، فهؤلاء يتم التركيز على كل كلمة يقولونها، لاعتبارات كثيرة.

في مرات ينزلق بعض هؤلاء في تصريحات او اراء تتسبب بصدمة، او مفاجأة، والسبب ان هؤلاء يتصرفون دون مراعاة لطبيعة مواقعهم السابقة، او يتصرفون دون حسابات وحذر، او يتورطون في اخطاء لا تجوز، مما يفتح جبهات ضدهم، كان بالامكان تلاشيها، لو لم يقع هؤلاء في زلات لسان.

هذا يعني ان المسؤول السابق، عليه الف عين، لان الرأي العام عموما يلتقط الاخطاء، ولا يرحم حتى اي مسؤول حالي، فما بالنا بمسؤولين سابقين، واذا كانت بعض موجات النقد تتجاوز كل الاسس، وتتعرض بشكل شخصي لمن تحدث او يتحدث، فان اللوم هنا ينصب على الطرفين، اولهما المسؤول الذي سمح بسوء التأويل، وثانيهما الرأي العام الذي يطرق دون حدود كل من يخطئ، لكن بالتأكيد فان اللوم اكبر على المسؤول السابق، فهو من سمح بكل هذا.

اذا عدنا الى زلات ألسنة المسؤولين السابقين خلال العشر سنوات السابقة، ولربما زلات ألسن مسؤولين في مواقعهم في فترات عديدة، لاكتشفنا ثغرات مؤسفة، لان اغلب هذه القصص تثبت ان القدرة على الكلام، فن بحد ذاته، ان لم تكن موهبة، فيما الكلام بطريقة لا تراعي الكيفية التي يفهم بها الناس، او حتى تجرح وجدان الناس في حالات معينة، او تتطرق الى قضايا حساسة، بطريقة غريبة، امر يؤشر على غياب القدرة على قراءة ردود الفعل.

المشكلة في هذه الزلات المتتالية انها ترتد بشكل غير مباشر، على مواقع هؤلاء السابقة، اذ سيقال كل مرة ان فلانا الذي قال كذا وكذا، كانت وظيفته عليا، وان فلانا ايضا الذي استعمل تعبيرات مفجعة وبطريقة غير متوقعة، كان يشغل موقعا مهما، وهذا يعني ان الصلة القائمة هنا، على رغم عدم عدالتها، الا انها تتسبب بأثر سلبي يتم ربطه بالمؤسسات، دون وجه حق.

الخلاصة تقول ان السياسي او صاحب الموقع الحالي او السابق، ان لم يكن قادرا على التعبير عن موقفه بطريقة لا تتسبب بسوء التأويل، او بطريقة تؤذي الناس، او تكشف حتى مواقف شخصية غير مقبولة من جانبه، فان الاصل ان يتجنب هؤلاء الكلام كليا، بدلا من الدخول في جبهات قتال، بعض من فيها مع المسؤول السابق، بذريعة انه لم يقصد، وان نيته حسنة، وبعض من فيها ضد هؤلاء لاعتبارات عامة وشخصية تمتد حتى الى سياقات غير متوقعة.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/31 الساعة 09:59