أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الإيمان بما أخبر به النبيُّ مِنْ أمور غَيْبية

مدار الساعة,شؤون دينية,الإسراء والمعراج,المسجد الأقصى
مدار الساعة ـ
حجم الخط

والله عز وجل يُطْلِع مَنْ يرتضيه مِنْ رُسُلِه على بعض الغيب متى شاء وإذا شاء، قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}(الجـن:26: 27). قال البغوي: "{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيب لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة بأن يخبر عن الغيب". قال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}(لقمان: 34): "هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به علم الملائكة الموكلون بذلك ومن يشاء الله مِنْ خَلْقِه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه الله تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى أو شقيا أو سعيدا، علم الملائكة الموكلون بذلك ومَنْ شاء الله مِنْ خَلقه، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غدا في دنياها وأخراها، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان، لا علم لأحد بذلك". وقال السعدي في تفسيره لسورة "الجن" وذِكْره لما اشتملت عليه هذه السورة: ".. علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها، فلا يعلمها أحدٌ مٍنَ الخَلق، إلا مَنِ ارتضاه الله واختصه بعلم شيء منها". ومن ثم فإذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من الأمور الغيبية، فإنما يخبر بشيء مِنْ علم الله عز وجل الذي خصَّه به وأطلعه عليه، وأوْحى به إليه، ليكون برهاناً ودليلاً على نبوته رسالته.

جميع ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون ويقع بعده من أمر غيبي ـ كإخباره عن انتشار الإسلام، وفتح مصر، وأن ابنته فاطمة رضي الله عنها أول أهله موتا ولحوقا به، وإخباره أن عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم سيموتوا شهداء.. وغير ذلك مما كَثُرَ في كتب السيرة والأحاديث النبوية ـ فوقع الأمر طِبْق ووِفْق ما أخبر به صلوات الله وسلامه عليه، فهو مِنْ معجزاته ودلائل نبوته عليه الصلاة والسلام. وكل ما ثبت وصح عنه صلى الله عليه وسلم من إخباره عن أمور غيبية ولم يقع بعد ـ كإخباره بخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشراط الساعة ـ وغير ذلك، فالإيمان به واجب على كل مسلم، وذلك من تحقيق الشهادة بأنه رسول الله، قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النجم:4:3). ). قال البغوي: "يريد لا يتكلم بالباطل". وقال السعدي: "أي: ليس نطقه صادرا عن هوى نفسه، {إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى} أي: لا يتبع إلا ما أوحى الله إليه مِنَ الهُدى والتقوى، في نفسه وفي غيره، ودل هذا على أن السُنة وحْي من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ}(النساء:113)، وأنه معصوم فيما يخبر به عن الله تعالى وعن شرعه، لأن كلامه لا يصدر عن هوى، وإنما يصدر عن وحي يوحى".

قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه، فإنه يجب الإيمان به، سواء عرفنا معناه أو لم نعرف، لأنه الصادق المصدوق. فما جاء في الكتاب والسُنة وجب على كل مؤمن الإيمان به، وإن لم يفهم معناه". وقال ابن قدامة المقدسي في "لمعة الاعتقاد": "ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصحَّ به النقل عنه فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصِدْق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه، مثل حديث الإسراء والمعراج وكان يقظة لا مناما.. ومن ذلك أشراط الساعة، مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله (يقتل عيسى ابن مريم عليه السلام الدجال كما في صحيح مسلم)، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وأشباه ذلك مما صح به النقل. وعذاب القبر ونعيمه..". وقال ابن عثيمين: "كان الصحابة رضي الله عنهم يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما يؤمنون بما يشاهدونه بأعينهم أو أكثر".

مدار الساعة ـ