إن الحالة الأمريكية الآن هي حالة من الانقسام والتشطّي بين فريقين وحزبين، ولن تنتهي الأمور بسهولة أو سرعة ستبقى آثارها ماثلة لسنوات عديدة إذا لم يتم إعادة اللحمة للوحدة الوطنية والحكم بعدالة ومساواة وتحسين الظروف المعيشية وتقليص معدلات البطالة، وقد أطلق جو بايدن مشروعاً اقتصادياً اجتماعياً بقيمة 1.9 تريليون دولار لإعادة العجلة إلى الطريق الصحيح، وبكل الأحوال سيتم التنصيب للرئيس الجديد مهما كانت الظروف لأن المؤسسة (الدولة العميقة) تريد ذلك ويبدأ فصل جديد.
أما محاكمة الرئيس ترامب ستسير قدماً بعد اتهامه من قبل مجلس النواب بــ 232 صوتاً، لكن هذا الاتهام لا يكتمل إلا إذا صادق عليه ثلثيْ أعضاء مجلس الشيوخ، ولن ينعقد المجلس إلا في 19 من الشهر الجاري، وبهذه الحالة يحتاج الديمقراطيون إلى 17 صوتاً من الجمهوريين لتأييد الاتهام وتحويل الرئيس ترامب إلى المحاكمة حتى لو كان خارج السلطة، وهو الرئيس الوحيد الذي تم اتهامه مرتين من قبل السلطلة التشريعية لمواقفه وإجراءاته وسلوكه السياسي المشين والمتعجرف، ولا تبدو الأمور واضحة في عملية التصويت، إذ صوّت 10 من الجمهوريين في مجلس النواب لصالح الاتهام، فهل سيكون هناك 17 من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ يدفعون بهذا الاتجاه أم لا؟
وبكل الأحوال، فإننا أمام مرحلة جديدة من السياسة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي في العديد من القضايا، وما يهمنا في الأمر أن يكون هناك اعتدال تجاه القضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية وإلغاء صفقة العصر الذي يحاول وزير الخارجية الأمريكية بومبيو الإسراع في تطبيقها واستغلال كل لحظة لخدمة اليمين المتطرف الإسرائيلي، وإحداث قرار هو ضم إسرائيل لقيادة المتوسط العسكرية كجزء من المنطقة التي تعطي الأولوية في التدخل ورسم السياسات العسكرية في المنطقة، وأمام هذا كله نحن في الوطن العربي بحاجة إلى خريطة جديدة للنهوض والحفاظ على مصالح شعوب المنطقة وحقوقها، وهذا عهد جديد يجب أن يُبدأ به.