كتب: نوّاف العجارمة
تحتَ وطأةِ ظرفٍ كانَ صعبًا على الجميعِ، اجتازَ طلبتُنا الأحبّةُ امتحاناتِ الدّورةِ التَّكميليّةِ.
كانَتْ وراءَهم - كما هيَ دائمًا - وزارتُهمُ الأمُّ، الّتي ما فتِئتْ ترعاهم بكلِّ ما أوتِيَتْ من إمكاناتٍ وخبراتٍ، وتسلِّحهُمْ بالمعارِفِ والخبراتِ، وتحرصُ الحرصَ كلَّهُ على تهيئتِهِمْ لمُعتَركِ الحياةِ، وهيَ على يقينٍ أنَّ هذهِ التّهيئةَ كانَتْ تتطلّبُ مِنْها أنْ تكونَ الأبَ الحازمَ حينًا، والأمَّ الرَّؤومَ أحيانًا أخرى.
ووراءَهم ذووهُمُ الّذينَ علّقوا عليهِمُ الآمالَ، وبذلوا فيها الغاليَ والأغلى، وكلُّ معلّمةٍ ومعلّمٍ كانوا المُؤتَمنينَ على فِلْذاتِ الأكبادِ وحبّاتِ القلوبِ، منذُ نعومةِ الأظفارِ، إلى يفاعةِ الصِّبا والشّبابِ. ووراءهم وطنٌ بأسرِهِ، ينتظرُ أن تؤتيَ الغِراسُ أُكُلَها، بعدَ فصولِ الشَّقاءِ، وَسِنيِّ العناءِ.
نمضي على بركةِ اللهِ طامحينَ طامعينَ أنْ يتمكّنَ أبناؤنا منَ الالتحاقِ بركبِ الجامعاتِ على الفصلِ الدّراسيِّ الثّاني، وقدْ مكّنَتْهم الدّورةُ التَّكميليّةُ منَ النّجاحِ في ما أخفقوا فيهِ، ومنْ تحسينِ ما لم يرتقِ إلى مستوى طموحاتِهمُ العظيمةِ، وكلُّنا رجاءٌ بذلكَ اليومِ، الَّذي نُشاركُهم فيهِ فرحةَ القبولِ الجامعيِّ؛ ليواصلوا الطّريقَ بعزيمةِ الإنسانِ النّاضجِ، الّذي يُحسنُ الاختيارَ، والتّخطيطَ، ويتقنُ العملَ، ويجدُّ فيهِ؛ سعيًا لبناءِ نفسهِ وبناءِ وطنِهِ.
وفي غمرةِ انتهاءِ هذهِ الدّورةِ، وما يكتنِفُها من إغلاقِ مرحلةٍ، والولوجِ إلى مرحلةٍ جديدةٍ، لا يسعُني إلّا أنْ أَتوجَّهَ بالشُّكرِ الجزيلِ، وعظيمِ الامتنانِ، إلى كلِّ من شاركَ في أداءِ الأمانةِ، وإيصالِ الرّسالةِ في هذهِ الظّروفِ الاستثنائيّةِ الحرجةِ، بادِئًا بغُرفَتَيِ العمليّاتِ في مركزِ الوزارةِ وإدارةِ الامتحاناتِ، مرورًا بمديري التّربيةِ والتّعليمِ على امتدادِ أردنِّنا الحبيبِ من شمالِهِ إلى جنوبِهِ، وصولًا إلى كلِّ معلِّمةٍ ومعلّمٍ، ومشرفةٍ ومشرفٍ، وإلى كلِّ جنديٍّ مجهولٍ لَمَسْنا أثرَهُ، وجهِلْنا اسمَهُ، في فريقٍ مُتفانٍ متكاتفٍ، كانَ على قلبِ رجلٍ واحدٍ؛ وصولًا إلى يومِنا هذا.
ولنْ يفوتني أنْ أُعمِّقَ شكري لوسائلِ الإعلامِ على اختلافِ أُطُرِها وأشكالِها، وإلى كلِّ الإعلاميّينَ، الّذينَ ساروا بموازاتِنا؛ في سبيلِ نشرِ رسالتِنا، وتوضيحِ رُؤانا، ومساندةِ أبنائنا في هذهِ المرحلةِ الدّقيقةِ من مسيرتِهم، المختلفةِ عمّا سبَقَها.
إليهِمْ جميعًا أزجي خالصَ تحايايَ، ممزوجةً بوافرِ التَّقديرِ على كلِّ ما يواصلونَ تقديمَهُ، لا يَثْنيهِم تردُّدٌ، ولا يَفتُّ في أعضادِهِمْ خوفٌ، غيرَ عابئينَ بشيءٍ إلّا بتلبيةِ نداءِ الواجبِ حينَ ناداهمْ هذا الوطنُ الأغرُّ العظيمُ، فكانوا على قدرِ النّداءِ، والأهلَ للإجابةِ، نشميّاتٍ ونشامى، همْ زادُ الطّريقِ، وسراجُ عتمتِهِ الّذي يأبى أنْ ينطفئَ.
امين عام وزارة التربية للشؤون التعليميه.