انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المشاقبة يكتب: فشل المبعوثين الأمميين بقضايا الشرق الأوسط

مدار الساعة,مقالات,الأمم المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/15 الساعة 10:04
حجم الخط

أثبتت السنوات الماضية فشل هيئة الأمم المتحدة في حل النزاعات الدولية إلّا في بعض النزاعات التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية طرفاً فيها في العقديْن الأخيرين، والمثال الساطع هو الصراع العربي الإسرائيلي منذ قرار التقسيم عام (1947) إلى يومنا هذا، وما يزيد على (69) عاماً من الفشل الذريع في حل هذا الصراع رغم عشرات القرارات الأممية التي لا تُحترم من قبل دولة (إسرائيل)؛ لأن هناك انحيازاً واضحاً لدى الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إسرائيل، ولأن الذي يقرر السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط هي إسرائيل وأذرعها من الإيباك إلى الحركة الصهيونية وغيرها من المنظمات..

وحديثي هنا هو عن فشل المبعوثين الأمميين في قضية الربيع العربي الحالية، فهناك مبعوث اليمن الذي تباطأ بل فشل في إيجاد تسويةٍ بين الفرقاء المتنازعين، ولا زال يراوح في مكانه ولا يقدّم شيئاً جديداً لحل الصراع الداخلي في اليمن سوى الجولات المكوكية غير ذات الفائدة على الأرض، ومثال الأزمة في ليبيا وكوبلر المبعوث الأممي الذي لم يتقدّم بأي حل للقوى المتنازعة وانحاز لأطراف على حساب أطرافٍ أخرى، ومن جولة مفاوضات إلى أخرى، والسنوات تمر والشعب هو الذي يدفع الثمن، ونأتي إلى دي مستورا الأرستقراطي الأنيق في الأزمة السورية الذي راوح مكانه في جولات جنيف الأربعة دون تحقيق تقدُّمٍ يُذكر أو يكسر الجمود في الأزمة السورية، فالأمم المتحدة ومبعوثوها أطالوا الأزمات، ويكسبون الوقت ويستخدمون جُمُلاً دبلوماسيةً وعباراتٍ لبقةً لإرضاء الأطراف معتقدين أن هذه الألفاظ تقود لحلول (الحفاظ على الأمن الدولي) و(الحفاظ على القانون الانساني الدولي وحماية المدنيين وتحقيق العدالة الدولية)، ولا شيء من ذلك تحقق سوى الاحتفالات والمؤتمرات الصحفية والمياومات على حساب الهيئة الأممية التي لم تنجح إلا في عمل بعض وكالاتها المتخصصة في أزمات اللاجئين والتعليم والإغاثة الانسانية التي يتم جمعها من الدول المتبرّعة، وبالتالي فإنه لا حاجة لمثل هؤلاء المبعوثين الذين يقتمصون أدواراً خبيثة لخدمة مصالح خاصة لمن وافقوا عليهم، وبالتالي يطيلون أمد الأزمات دون اجتراح حلولٍ حقيقيةٍ وواقعيةٍ، والسنوات الست الماضية تشهد على ذلك، وعليه فإن الصراعات والأزمات لا تحتاج لمثل هؤلاء المبعوثين، حيث أننا نعرف جميعاً أن هذه الأزمات تعقّدت كثيراً وتشابكت أطرافها، وأصبحت صراعاتٍ دوليةً، فهناك مصالح أمريكية وروسية وإسرائيلية وغيرها من الدول والاستخبارات العالمية التي تلعب أدواراً بارزة لتحقيق مصالحها وأهدافها وغاياتها من خلال التدخلات المباشرة والعسكرية والدعم اللوجيستي والمالي إلى غير ذلك تحت غطاء مكافحة الإرهاب، ولا أمل في ذلك، وها هي الشعوب تئنُّ تحت وطاة الجوع والفقر والتشرد والمرض والتهجير إلى غير ذلك من مآسي سبّبتها الأمم المتحدة ومبعوثيها الذي لم يقدموا شيئاً لا على الأمد القريب أو البعيد.

إن حلول الأزمات تكمن في أن تجلس قوى الصراع مع بعضها على طاولة مفاوضات واحدة إن كان الأمر في اليمن أو ليبيا أو سوريا، وهنا تكمن عقلانيّة الحلول لمثل هذه الصراعات وأن تكون هناك مساومات وتنازلات من قبل كل الأطراف لإيجاد حلول واقعية تخدم الشعوب.

إن الحكام يتصارعون على البقاء في الكراسي، والقوى المعارضة تسعى لنفس الهدف، ولا يوجد أي فصيل معارض متفق مع الآخر، إذن هو صراع سلطة أو كراسي، وليس صراع من أجل مستقبلٍ جديدٍ واعدٍ للشعوب، فإذا لم يجلس الفرقاء على طاولات التفاوض دون التدخلات الخارجية ذات الغايات والأهداف المعلنة وغير المعلنة سيبقى الأمر كما هو والشعوب تدفع الثمن.

إن الاستبداد هو رأس المصيبة في كل هذه الدول التي تجري فيها هذه الصراعات، والاستبداد أنواع وأشكال، منه الاستبداد بالحكم، والاستبداد في الرأي والأيديولوجيا، إلى غير ذلك من أنواع.

إن الربيع العربي قائمٌ على ثلاثة ثوابت: ضد الاستبداد والتسلط والظلم وإقصاء الآخر، وضد الفساد الذي استشرى في مفاصل الحكم، وهو أنواع، وضد الفقر والبطالة وتدنّي المستوى المعيشي، وإن الأوضاع في دول الصراع هذه لا زالت قائمة، وما نحتاجه هو حكمة العقلاء من كل الأطراف في الأنظمة السياسية، وفي المعارضة، وأهمية الدعوة إلى الاتجاه نحو المصالحات الوطنية التي تخدم تقدُّم ومستقبل الشعوب، ولكن كيف كان لنا أن نجد هؤلاء الحكماء والعقلاء الذين يهمهم أمر الشعوب؟!

إن غياب العقلانية والموضوعية أمران سائدان في حياتنا العربية، فإلى متى ستبقى أمة العرب في جهالة، وتدخل من قبل الآخرين لتحقيق مصالحهم متناسين مصالح الشعوب وحقوقها، ولنرى ما تخبّئه الأيام بل السنوات القادمة.

Almashaqbeh-amin@hotmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/15 الساعة 10:04