بقلم: شحاده أبو بقر
أن يكون لديك كدولة أو حزب أو أي هيكل عام أو خاص إعلامي فرد مبدع موهوب يعرف كيف يختار الكلمة أو الصورة وزمانها ومكانها وأسلوب تقديمها للكافة،أفضل ألف مرة من أن تكون لديك مؤسسات تسميها إعلامية وتكلفك الملايين ويقوم عليها أشخاص عاديون هم مجرد موظفين لا يتوافرون على أدنى حد من الإبداع الموهبي أو الحس السياسي المطلوب وبقوة.
الإعلامي الحقيقي القادر على تكوين رأي عام وتوجيهه حيث يريد، والمتمكن من تقديم الساسة للرأي العام بصورة ترقى بذواتهم في أعين الكافة، هو تماما كالفنان الرسام أو الموسيقار إو الأديب الشاعر أو الناثر،وهؤلاء يتمايزون في ما بينهم،بين من يسترعي إنتباهك أكثر،ويحرك فيك مشاعرك وطنيا قوميا إنسانيا أو بأي إتجه يريد،وبين من ينجح في تحقيق ذلك ولكن على نحوأقل.
ما قلته أعلاه حقيقة لا مراء فيها، والأمثلة في عالم اليوم والأمس وبالتأكيد غدا، ساطعة سطوع الشمس ولا مجال لإغفالها. الإعلام اليوم في زمن ثورة الإتصال العارمة،هو أمضى وأقوى سلاح بأيدي الدول،شرط أن يكون إعلام إبداع لا إعلاما وظيفيا يمتلك كل شيء،ما عدا الإعلام الحقيقي المؤثر المنتج.
إعلام (وبحث الطرفان عددا من القضايا ذات الإهتمام المشترك وأكدا على عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وناقشا سبل تطويرها في مختلف المجالات)، ليس إعلاما على الإطلاق في دنيا القرن 21، والسبب ببساطة أنه كمبارة تجري من دون جمهور يتابع، لا بل لا ينطوي على أية معلومة للمتلقي.
إعلام اليوم هو معلومات تستحضر من بين السطور وظل السطور وما وراء خبر الحدث أيا كان. من أدرك ذلك إهتدى إلى الحقيقة، ومن لم يدرك واصل سيره على درب ضال. الإعلامي المبدع يقدم للجمهور وبأدوات بسيطة وجبة معلوماتية شهية،ونقيضه حتى لو إمتلك كل الأدوات يعجز عن ذلك حتما،وهذا ليس ذنبه قطعا. الله وحده من وراء قصدي.