القد أسفر إجتماع مجلس دول الخليج الذي إنعقد في منطقة العُلاَ في المملكة العربية السعودية على المصالحة التاريخية التي تمت بين دولة قطر ودول الخليج التي قاطعت دولة قطر منذ ثلاث سنوات. وقد كان لهذه المصالحة وما جاء في هذه القمة من توصيات تعود بالمنافع الإقتصادية والتنموية في كل مجالات الحياة على دول الخليج أجمع، ما يبعث في قلب ونفس جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى وقلوب ونفوس الأردنيين أجمع البهجة والسرور والسعادة. لأن القيادة الهاشمية أبا عن جد سعت وتسعى وستسعى دائماً لحل أي خلاف حصل ويحصل بين الإخوان في الوطن الإسلامي والعربي والإقليمي والعالمي.
ولقد كان للقيادة الكويتية في التوفيق بين أطراف الخلاف في دول الخليج ونجاح إنعقاد هذه القمة الخليجية الدور الكبير والفعَّال حيث بدأها أمير دولة الكويت الراحل وأكملها امير دولة الكويت الحالي. فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم في نجاح إنعقاد هذه القمة الخليجية وفي الإصلاح بين الإخوان في دول الخليج (رغم أننا مع القول في دول الخليج الإسلامية والعربية) بشكل واضح على الملأ وخلف الكواليس (القيادة الأردنية التي أطلقت الرصاصة الأولى للثورة العربية الكبرى على الظلم والإضطهاد ... إلخ) تطبيقاً لقول الله تعالى (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء: 114)). ولطالما ما عم الخير على دول الخليج الإسلامية والعربية على جميع الدول الإسلامية والعربية والإقليمية والعالمية، نسأل الله أن يديم على قادة دول الخليج الوفاق والتعاون فيما بينهم وأن يكونوا في مقدمة قادة الدول في العالم في إتخاذ القرارات المصيرية للخليج بشكل خاص وللمنطقة العربية والإسلامية والإقليمية والعالمية بشكل عام.
بعد نجاح هذه القمة الخليجية الإصلاحية والتعاونية بين دول الخليج التي إنعقدت في البلد الأم لجميع دول الخليج والدول الإسلامية والعربية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز أطال الله عمره ليبقى في قيادة الأمة الإسلامية وله الدور المؤثر في السياسة الإقليمية والعالمية. نسأل الله العزيز الجبَّار أن يوفق القيادة السعودية في حل أي خلاف بين الإخوه في الدول الإسلامية والعربية والإقليمية أجمع والتوفيق فيما بينهم في توحيد الإمكانات والجهود والقوى المختلفة لمصلحة الأمة الإسلامية والعربية أجمع ولخدمة الإنسانية في جميع بقاع العالم لأن الدين الإسلامي جاء للناس كافة والرسول محمد بن عبد الله أرسل للناس أجمعين (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (آل عمران: 19 و 85، سبأ: 28)). والأدلة تشير منذ عدة سنوات مضت وحتى وقتنا الحاضر ومتوقع في المستقبل أن الدين الإسلامي إنتشر وينتشر وسينتشر بين أفراد شعوب العالم أجمع بشكل سريع جداً وخصوصاً بعد إنتشار وباء الكورونا كوفيد-19 في العالم لأنه خاتم الأديان السماوية والذي يصلح لكل مكان وزمان.