قواقزة يكتب: أسوأ عام مرّ

بقلم : د. علي محمد الطالب قواقزة

نودع عاماً ونستعد لاستقبال عام جديد مقبل علينا، بقيت ساعات قليلة ويرحل هذا العام بكل ما حدث فيه من لحظات، سعيدة كانت أو مؤلمة. نلتقي ثم نفترق، نتعاهد ثم نتواعد، ومن ثم تصبح الذكرى في عقولنا وقلوبنا، ولن ترحل...

تمضي الحياة بنا، وهذا هو قدرنا، وعند نهاية كل عام، وبداية كل عام جديد نودع العام الفائت بحزن وقلق، ونستقبل العام الجديد بسعادة وأمنيات كثيرة، ولكن هيهات هيهات...

بعض الأماني تتحقق والبعض الآخر يبقى أمنيات، ولكن من أعمق نقطة صفاء في روحي، أقول : ألف شكراً لك يا عام 2020م. بما فيك من قسوة ولؤم، فقد تورمت معي كثيراً في تعاملك، وطبعك وأسلوبك القاسي.

أما قلت لك يوماً ما يا عام 2020م: إذا كنت من كل الطباع مركبا فأنت إلى كل القلوب حبيب. فلماذا كنت هكذا، سوف تنطوي صفحتك، وإن أغلى هدية قدمتها لي الدنيا هي معرفتك، لأتعلم منك، فشكراً لك، وألف شكر لك، وعذراً منك وإليك، فها أنا أحاول أن أعيد للقلوب صفاء النفوس، وعزتها، وعذراً من القلب إلى كل القلوب. فقد علمتني أن أصعب حلم هو الذي يبدأ دون أن أعرف له نهاية، وقد علمتني أن أصعب موقف هو ألا تكون أقدارنا بأيدينا، ونراها في أيدي من لا يقدّرون قيمة الأشياء. وعلمتني أن أصعب قرار هو أن أتنازل عن كبرياء أمام ضرورة من الضرورات، وقد علمتني أيضا أن أصعب الكلمات هي التي نقولها من غير قناعة فنفقد الصدق أحياناً. فشكراً لك.

يا عام 2020م ابتعد عني، وارحل، فإنني أريد النجاح، وأريد تحديد الهدف، وتذكّر أن الأحلام مُقيدة بهمم أصحابها، بيدهم لا بِيد غيرهم وأن يجعلوها حقيقة وضّاءة، الشرط الأول أن يدفعوا الثمن، ويُثبتوا صدق نيتهم، وحقيقة دعواهم، ولكن احذر أن تقع في فخ ما وقع فيه الكثيرون، وهو أن تذهل عن مواهبك، وقدراتك، وإمكاناتك، فتطلب ما ليس لك، وتشتهي ما لا تقدر عليه!

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل يومنا خيراً من أمسنا، وأن يجعل غدنا خيراً من يومنا، ويحسن عاقبتنا كلها. اللهم اغفر لنا ما مضى، وأصلح لنا ما بقى، ولا تجعلنا من الغافلين.