انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

طفلة دير الزور والضمير العربي

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/01 الساعة 13:55
حجم الخط

بقلم - شحاده أبو بقر

هي واحدة من عشرات الملايين من اللاجئين والمشردين من أطفال العرب الذين خانتهم حظوظهم هم وعوائلهم فأرغمتهم على التشرد من أوطانهم إما بجبروت عدو غاز محتل، والأغلب بجبروت حكامهم ولا حول ولا قوة إلا بالله القائل إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون.

طفلة عربية سورية من هؤلاء العرب المنكوبين تنهمر دموعها واقفة خارج الخيمة في دير الزور وسط الوحل بملابس رثة حافية القدمين في عز برد الشتاء ويصورها أحد المارة سائلا عن سبب حزنها وبكائها الصامت دموع بلا نحيب فتجيب ابنة الخمس سنوات تقريبا.. يداي توجعاني، ويسألها ليش فتجيب، برد، أنا بردانه.

والله الذي لا إله إلا هو وجدتني وأنا أتابع الفيديو الحزين، أشعر بالبرد مثلها حتى وأنا في عز الدفء!، وتساءلت للحظة، ترى، هل هنالك عربي عربي في ذاته ذرة من حمية نخوة عروبة إنسانية يرى ما أرى ولا تدمع له عين.

ما الذي حل بالعرب ولماذا تحجرت قلوبهم وماتت ضمائرهم وجفت مآقيهم وتبلدت إنسانيتهم إلى هذا الحد المحزن، فلا تتحرك فيهم بعض من مشاعر وقد قال الله فيهم وفي المسلمين وهم نواتهم كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر!.

منظر الطفلة السورية العربية إياها يفلق الحجر قبل القلوب، ومثلها مثايل من أطفال عرب في معظم بلدان العرب وآخرهم من جرى حرق مخيمهم أخيرا في بلد لجوء عربي ليتركوا في العراء في طقس عاصف وبرد قارس لا يرحم.

الله أكبر.. فالعرب حباهم الله جل جلاله ما لم ينعم به على أمة سواهم من خير مادي ومعنوي وروحاني لا يحصى ولا يعد، ومع ذلك فجلهم فقراء مشردون ولاجئون ومعدمون يعانون المر مرين، وبعضهم متخمون أثرياء منعمون ولا يرف لهم جفن ولا تدمع لهم أعين إذ يرون ما حل بأهلهم إخوانهم في العروبة والدين، بلاش عروبة ودين، فلنقل إنسانية على الأقل إن كانت العروبة قد إنحسرت والدين صار غريبا في هذا الزمن العجيب الغريب!.

أين الضمير العربي الجمعي الذي كان، أين شيم الآباء والأجداد حيث النخوة والحمية والإيثار والجود والكرم ورفض الذل والهوان على الناس!، أين المروءة والغيرة على القوم والأهل والأرض والعرض!، هل مات كل هذا وغيره كثير وبلا رجعة مثلا!.

بصراحة ما بعدها صراحة، وبمعزل عما يسمى سياسة قاتل الله السياسة، فالأمة بحاجة إلى إنسان منقذ قبل فوات الأوان. لا أدري هل أنا على صواب أم أنا أهذي أم أنا أعيش خارج العصر!، الله وحده أعلم، وهو جل في علاه من وراء قصدي.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/01 الساعة 13:55