انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لِنَعُوْدَ لِهَوِيَتِنَا كَمُسْلِمِيْنَ وَعَرَبَ (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا)

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 14:51
حجم الخط

لقد كان المسلمون والعرب هم من وضعوا أسس وقواعد الطب والصيدلة والهندسة والطيران والفلك والعلوم التكنولوجية والعسكرية والإجتماعية ... إلخ النظرية والتطبيقية في العالم، وألفوا الكتب العديدة والتي لا تعد ولا تحصى في كل مجال من تلك المجالات. وكانوا في مقدمة الشعوب في العالم أجمع في العلوم والإقتصاد والمال والتجارة والسياسة والقوة العسكرية ... إلخ، في الوقت الذي كانت فيه أوروبا وبقية العالم في ظلام دامس في تلك المجالات.

ولكن للأسف الشديد أننا عندما بلغنا القمة في كل ذلك وفي وقتها سيطر على عقولنا وقلوبنا شياطين الإنس من أعداء الإسلام والمسلمين وشياطين الجن معاً وزيَّنوا لنا مغريات الدنيا من نساء ومجون وبذخ وإستكبار ولهو ولعب حتى تم تجريدنا من المُلْكِ والقوة والعلوم كلها والدين والمبادئ والأخلاق السامية ... إلخ، وأنسونا كتاب الله القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله، صدق عمر رضي الله عنه عندما إبتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله وأصبحنا أتباع لغيرنا ممن كانوا أتباعاً لنا، ولكن شتَّان بين الحالتين كانوا أتباعاً لنا عندما كنا في القمة وكانوا يرسلون أولادهم للدراسة في مدارسنا وجامعاتنا ويقلدون عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية الطيبة وحتى كانوا ينطقون ببعض كلماتنا العربية. ونحن الآن أتباعاً لهم في أشياء تزيدنا بعداً عن الدين والأخلاق والفضيلة والمثل العليا ولا تُسمن ولا تغني من جوع.

فعرفوا كيف يُسَيْطِرُوا علينا فأنسونا تاريخنا الهجري الذي كنا نتعامل فيه وفرضوا علينا التعامل في التاريخ الميلادي وأصبحنا به كما يحتفل به الغرب، وأنسونا أن نحتفل بعيد ميلاد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الهجري. وأصبحنا نُقَلِدُ شعوب الغرب تقليداً أعمى بكل عاداتهم وتقاليدهم السيئة من زي كاشف لعورات النساء وحلق شعر وعادات وتقاليد لا تمت للإسلام بشيء ... إلخ وحتى نقلدهم في إستخدام بعض الكلمات أو العبارات الأجنبية. وأصبحنا نرسل أولادنا إلى مدارسهم وجامعاتهم للدراسة عندهم أي إنعكست الآية رأساً على عقب. وقد نتبادل المباركات الكثيرة في السنة الميلادية الجديدة أكثر من السنة الهجرية الجديدة، أي نَتْبَع لهم في كل شيء وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.

وأصبحنا نسأل الله أن تكون السنة الميلادية الجديدة سنة خير علينا وعلى الأمة أجمع ونودع السنة الميلادية المنتهية ... إلخ من كلام يخصها وخصوصاً عام الشؤم على العالم أجمع 2020. متناسين أن كل شيء بأمر الله فأُذَكِّر الجميع بأن الله قال في كتابه العزيز (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)). وأطلب من الناس أجمعين أن يعودوا إلى الكتب السماوية، أي يعودوا إلى الله قبل أن يفوتهم القطار ويتوفاهم الله ويكونوا يوم الحساب كما وصفهم الله (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (البقرة: 166 و 167)). نسأل الله أن تكون أيامنا وأسابيعنا وشهورنا وسنيننا القادمه فيها عودة إلى الله وكل الخير لنا في دنيانا وآخرتنا وكل أوقاتكم سعيدة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 14:51