انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ترامب خارج البيت الأبيض لكن أمريكا منقسمة

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/29 الساعة 10:57
حجم الخط

مدار الساعة - الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن كرر مراراً منذ الإعلان عن فوزه، وحتى في حملته الانتخابية، أنه سيكون رئيساً لجميع الأمريكيين، وليس فقط لأنصاره، فهل يستطيع أن يكون كذلك فعلاً في ضوء الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، وهو انقسام لم يبدأ مع الانتخابات الأخيرة التي ما زال الرئيس دونالد ترامب يتنكر لنتائجها ويعدها «مزورة وفاسدة»؟

في 7 نوفمبر الماضي، جاء في تقرير في صحيفة فاينانشيال تايمز «إن الجدل الذي صاحب الانتخابات الأمريكية، يكشف عن انقسامات عميقة تعانيها أمريكا، وستجعل من العسير مع رئيسها المقبل، أيّاً كانت هويته وانتماؤه الحزبي أن يحكمها».

وعدّ التقرير أن الصراع الانتخابي كان مريراً بالفعل، ولم يؤدِّ إلى نتيجة يمكن التوافق عليها، وبدلاً من معرفة النتيجة صبيحة اليوم التالي للانتخابات ــ كما يحدث دائماً ــ كانت الولايات المتحدة أمام سيناريوهات متضاربة، معيداً للأذهان ما حدث في انتخابات 2000 بين آل غور الديمقراطي وجورج بوش الابن الجمهوري.

ويقول تقرير فاينانشيال تايمز «هناك خطر حقيقي يهدّد شرعية النظام الأمريكي بأكمله»، مشيراً إلى أن بايدن سوف يصبح رئيساً لدولة منقسمة بشكل عميق، ويصعب عليه حكمها، وخاصة إذا ظل مجلس الشيوخ في يد الجمهوريين، ما يعني في نهاية المطاف أن الرئيس الأمريكي المقبل سيرث بلداً يرفض فيه نصف الناخبين شرعيته.

انقسام بنيوي

وفي تشخيص يقوم على أساس أن الانقسام الأمريكي بنيوي وليس آنياً، يقول الباحث السياسي الأمريكي دميتري سايمز إن سياسة الديمقراطيين تقوم على مبادئ «هوية الجماعات»، أي أنها تهدف إلى تقسيم المجتمع إلى فئات، حسب الخصائص العرقية والطبقية، والخصائص الأخلاقية والأيديولوجية، وما هو جيد لبعض الجماعات غير مقبول للبعض الآخر.

ويضيف سايمز لموقع «إكسبرت أونلاين»، إنه بالنسبة للبعض، يُعدّ السلاح حقاً مقدساً للأمريكيين، يقوم على حقيقة عدم إمكان حرمان الشخص من حق الدفاع عن نفسه وعن أسرته. أما بالنسبة للديمقراطيين، فامتلاك السلاح تطاول على حق احتكار الدولة لاستخدام القوة.


سايمز، وهو الرئيس والمدير التنفيذي لمركز المصالح الوطنية، يرى أن هناك ما يشبه ثورة بين الأجيال، وأن السياسيين الشباب في الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، أكثر تطرفاً من نظرائهم الأكبر سناً الذين ينجذبون نحو الوسطية. ولكنه يعتقد أن لهذه الراديكالية جذوراً في القيادة الأكبر سناً، مشيراً على سبيل المثال إلى أن «بطل الراديكاليين» في الحزب الديمقراطي اليوم هو بيرني ساندرز، وهو في عمر بايدن وأكبر من ترامب.

وها هو ينقل تطرفه إلى الشباب. مع ذلك يعتقد سايمز أنه بمرور بعض الوقت، وعندما تهدأ الانفعالات قليلاً، من المحتمل أن يتصالح هذان الاتجاهان. ولكن الأمر سيستغرق وقتاً ويحتاج إلى جهود. ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في واشنطن، د. إدموند غريب، أن هناك انقساماً حاداً في الشعب الأمريكي الذي رآه «تقريباً منقسماً نصفين». ويقول، في مداخلة عبر «سكايب»، لقناة صدى البلد الفضائية، المصرية، إن هناك صراعاً حول هوية الولايات المتحدة.

أمريكا خسرت

الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان ذهب أبعد من ذلك حين كتب في صحيفة نيويورك تايمز في 7 نوفمبر «نجهل هوية الرئيس المنتصر، ولكن نعرف هوية الخاسر، إنه أمريكا».

الدبلوماسي المصري السابق السفير حمدي صالح قال لقناة العربية إن الخلاف بين بايدن وترامب صار على الهوية الأمريكية. ويضيف إن هذا الأمر يقودنا إلى الآراء الصادمة لترامب، وأخطرها حينما لم يستطع أن يدين بصورة واضحة العنصرية ضد السود بعد مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في مايو الماضي، على يد شرطي في مينابوليس بولاية مينسوتا.

ويقول صالح إن ترامب لعب على التقرب أكثر من ناخبيه ومؤيديه وتمكن من إقناعهم بأن كل مشكلاتهم سببها المهاجرون والمسلمون والصين واليسار الأمريكي. ويضيف إن أمريكا وصلت إلى حالة من الاستقطاب غير مسبوقة منذ استقرار نظامها السياسي بشكله الراهن.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/29 الساعة 10:57