أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عفو خاص عن المجرمين

مدار الساعة,مقالات مختارة,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

يطوي هذا العام ذكريات عقد مليء بالكوابيس الأمنية والسياسية والاقتصادية على العالم العربي فيما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، أو الشتاء القارص بناءً على نتائجه، حيث أصبح العالم العربي أكثر تقهقراً وفقراً وانقساماً مما سبق العشرية الأولى، وفي ربيع الشرق الأوسط لم يفز أحد سوى كيان واحد هو الكيان الإسرائيلي الذي صمت وتربص حتى تحطمت كل القيود حوله ليخرج فائزا بما لم يتوقعه متنبئ كما هو عليه اليوم، بعد أربع سنوات لربيع أميركي أرعن مع دونالد ترمب الذي حطم كل بروتوكولات وآداب القيادة، وانشغل بطبخ الكعكة الكبرى لإسرائيل وحطم السدود حولها.

ترمب وقبل أن يغادر بيته الأبيض قرر أن ينتقم من العدالة وأن يحرق شجرة الأخلاق ويزيل كل شواهد القبور حتى لا يسأل أحد بعده عن جثث الضحايا، فأصدر قرارات غير أخلاقية تتعلق بعفو خاص عن ما يقارب عشرين شخصاً مختلفي الجرائم، ففضلاً عن مساعده في الحملة الانتخابية 2016 جورج بابادوبلس والمحامي اليكس فان زوان المتورطين بشهادة الزور أمام عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية والمحققين، قد أصدر عفوا عن مجموعة المرتزقة «بلاك ووتر» التي واجهت محاكمة أميركية أدانتهم بجرائم قتل لمواطنين مدنيين عراقيين أثناء غزو العراق.

في التاريخ لم يجرؤ زعيم دولة حرة على كسر قيد القانون الأخلاقي سوى ترمب الذي قد يواجه السجن، كما رأينا كيف حاكمت إيطاليا رئيس وزرائها برلسكوني، وفرنسا جلبت ساركوزي الى المحكمة التي قد تزج به للسجن، واسبانيا التي واجهت خوان كارلوس بعد تنازله عن العرش،وحتى في إسرائيل تم سجن رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت ولا تزال تطارد نتانياهو، بينما صبرت 35 عاما لتعيد جاسوسها جوناثان بولارد من أميركا لتكرمه، أما باقي الدولة الدكتاتورية والشعبوية والحزب الواحد فيحدث فيها أكثر مما يقترفه ترمب.

دونالد ترمب،كرئيس لأكبر دولة حرة ولها تاريخ ديمقراطي، شكّل محورا وإن كان أحاديا يدعم الاضطهاد والعنف القيادي ضد ملايين الأبرياء في العالم،وخطر ذلك أنه يحفز القيادات على استسهال سلوك نفس طريقته في الحكم، حيث يطردون الأكفياء ويجلبون الأقرباء، يهمشون العلماء ويرفعون الأغبياء، يهشمون مؤسساتهم الوطنية ويجلبون شركاء خبثاء،والنتيجة أنهم يحاربون الأبرياء ويصدرون أحكاما مسبقة لتبرئة المجرمين الذين نهبوا ثروات الشعوب التي تدفع ثمن فسادهم.

العالم من حولنا يتحول في سياساته تبعاً لمصالحه العليا، يتسابقون في العلوم التي حكمت الفضاء الأعلى بالأقمار الصناعية والتجسس والمراقبة وبناء ترسانات من الأسلحة تكفي لثلاث حروب عالمية، وتخترق كل المحرمات لدعم اقتصادات شعوبها، وتسجل كل عام عشرات الإنجازات في مختلف العلوم التكنولوجية والطبية والفيزيائية والفضائية والاختراعات التي يعجز عنها ثلاثمئة وخمسون مليون عربي على جدارية نوبل..

هذا العقد كان حلما بالتغيير الراقي والإندفاع نحو دول تحكمها الديمقراطية والحرية المسؤولة وتداول السلطة على أساس دساتير وقوانين متطورة ومانحة للإبداع واللحاق بركب الحضارة العالمية التي ابتعدت عنا،ولكنه أنتج تدهوراً كارثياً أعادنا الى حقبة الحرب العالمية الثانية المصغرة،الجميع يحارب الجميع، حتى ورثنا الخراب بعد العمار بفضل المتسلقين الكاذبين.

.. عيد ميلاد مجيد

Royal430@hotmail.com

الرأي

مدار الساعة ـ