أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

ثروة آل المصري وورقة اليانصيب الإنجليزي الديربي

مدار الساعة,مقالات,رئاسة الوزراء,وزارة الخارجية,جامعة اليرموك,الضفة الغربية,مؤسسة عبد الحميد شومان
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: الأستاذ الدكتور بلال أنس أبوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب – جامعة اليرموك.

من العائلات التي أود الحديث عنها في مقالتي هذه هي عائلة " آل المصري " في نابلس والأردن.

جاءت تسمية عائلة "آل المصري" في نابلس بفلسطين بالمصري بسبب امتداد جذورها إلى مصر كغيرها من العائلات والعشائر في الأردن وفلسطين التي تمتد جذورُها إلى مصر، ويذكر كتاب ( تاريخ نابلس والبلقاء ) لمؤلفه الباحث إحسان النمر أن جذور آل المصري في نابلس تمتد إلى بلدة بلبيس في مصر.

من أبرز شخصيات آل المصري تجارياً ومالياً هو الحاج معزوز المصري، لا يْعرف تاريخٌ مؤكدٌ لولادته والاغلبُ أنه ولد عام 1898 وتوفي عام 1994عن عمر يناهز الـ 96 عاماً. والـــده بدوي درويش المصري ووالدته فضية الدويكــات من بلاطة، له خمسة اخوة هم عزت، عبد العزيز، رفعت، مدحت وسعدي، واخت واحدة هي أرحام. تزوج من ابنة عمه رشدة طاهر المصري عام 1927، لم ينجب الحاج معزوز اطفالاً، وتوفيت زوجته عام 1985، بعد حوالي 60 عاماً من الزواج.

كان تعليمه بسيطاً جداً ولكن لم يقف أمام نجاحه في التجارة لأن ذكاءه الفطري وعفويته كانا سبباً مباشراً لتفرغه منذ صغره للتجارة ونجاحه فيها. وقد عمل سوياً مع ابن عمه الحاج طاهر المصري وكانت تجارتهما الرئيسية تجارة مال القبان والحبوب، ومن ثم قاما معاً ببناء مطحنة للحبوب برأس مال مشترك. وقد إختلف مع شريكه لأنه إقترض من غَلَّةِ المطحنة نصف الجنيه الذي إشترى به ورقة اليانصيب الإتجليزية (ديربي) في عام 1935 دون أخذ الإذن منه. ولكن عندما ربحت ورقة اليانصيب خمسة عشرة ألف جنيه (يعد هذا المبلغ ثروة كبيرة في ذلك الزمان) وحتى يرضي شريكه إقتسم مبلغ الخمسة عشر ألف جنيه بينه وبين شريكه الحاج طاهر المصري ومن هنا بدأت الثروة الحقيقية لآل المصري في نابلس.

ومن رقة اليانصيب هذه بدأت ثروة الحاج معزوز المصري تزداد حيث قام بإنشاء مصنع الكبريت، وبعد ذلك قام ببناء منزل كبير له يليق بمركزه التجاري والمالي وأصبح من وجهاء مدينة نابلس، حيث كان جلالة الملك عبدالله الأول ينزل في ضيافته عندما يزور مدينة نابلس.

واستمر الحاج معزوز في توسيع نطاق أعماله التجارية خارج فلسطين، حيث قام بعد عام 1948 بإنشاء شركات في عمان وبيروت ودمشق، واستثمر في العقارات، وكان يقوده ذكاؤه الفطري، وذاكرته المميزة وخبرته التجارية ومبادراته الخلاَّقة إلى النجاح في كل الأحوال وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.

وتعد عائلة المصري من أغنى خمسين عائلة في فلسطين. وقد تولى رئاسة بلدية نابلس ثلاث فترات وكان يقدم المساعدة لكل من يطلب منه المساعده ويستحقها من مواطني الضفة الغربية وأهل نابلس بالخصوص، وبعد أن توفاه الله ذهبت كل ثروته إلى ورثته وبالخصوص إخوانه وأبناء عمومته لأنه لم ينجب أطفالاً كما ذكرنا.

وبعد ذلك ظهر على الساحة السياسية دولة طاهر نشأت طاهر المصري (إبن نشأت إبن الحاج طاهر المصري شريك الحاج معزوز المصري) والذي تولى نيابة في البرلمان عن نابلس وسفير في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا ومن ثم وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء. والسيد ظافر المصري الذي يملك السيفوي وبنك القاهره عمان وشركة استرا في الأردن والسعودية وغيرها من الدول ويعتبر من كبار التجار على مستوى الإقليم وظهر على الساحة غيرهما.

نحث في هذه المقالة عائلة المصري الكرام أن يقوموا بإنشاء مؤسسة خيرية أو علمية أو ثقافية أو إجتماعية أو... أو إلخ في أردننا العزيز الذي أعطاهم الكثير الكثير مثل مؤسسة عبد الحميد شومان حتى تخلد ذكرى عائلتهم.

مدار الساعة ـ