انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الفرجات يكتب: خطاب الأستاذية... الحدث المغيب من جامعاتنا

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/21 الساعة 17:02
حجم الخط

كتب أ.د. محمد الفرجات

أفرح كثيرا للزملاء من مختلف الجامعات والتخصصات الذين أقرأ التهاني لهم عبر السوشيال ميديا، وذلك بمناسبة ترقيتهم إلى رتبة الأستاذية.

فأنا أعلم تماما (وفي الأوضاع الصحيحة طبعا) صعوبة ودقة وتعقيد الأمر، حيث يترتب عليك تقديم أبحاثا لك منشورة في مجلات علمية عالمية محكمة ومصنفة، وهذه الأبحاث لا تأتي بسهولة، فهي نتاج عملك في الميدان والمختبر والحوسبة والنمذجة الوصفية والكمية والتفسير والوصول للنتائج، ثم كتابة البحث بدقة وضمن المعايير العالمية، ومهما يكن فأنت تضيف شيئا ومعرفة جديدة للعلم، ليس أقلها تطبيق نظرية أو محاولة التوصل لإثبات فرضية، وذلك في حقل تخصصك.

وعندما تقضي المدة القانونية وحسب التعليمات، وبعد وصولك لعدد معين من النقاط، تذهب لتعليمات الترقية في جامعتك، وتبدأ بجمع أبحاثك وإنجازاتك الأكاديمية، وجهودك في خدمة المجتمع، وتقدم لرئيس القسم أوراقك.

يعقد مجلس القسم بدونك ويرفع توصياته حسب الأصول، وتمر الأمور بمراحل دقيقة، ثم ترفع للكلية، فمجلس الترقية والتعيين، والذي يرفع ملفك كاملا لثلاثة محكمين ذوي سمعة مرموقة من دول العالم ولا تعرفهم نهائيا، ويتم تزويدهم بآلية التحكيم المتبعة في الجامعة.

تمر عليك الأيام والأسابيع وأنت بحالة نفسية عنوانها القلق، وتخفيها عن الجميع، فالعالم يقيم إنجازاتك، وتخشى كثيرا من عقبات هنا أو هناك.

بعد أشهر قد تصل لأكثر من عام، تعود التوصيات من الخارج، فيجتمع مجلس الترقية والتعيين، ويعرض الرئيس توصيات المحكمين الدوليين بالحرف، ويستمع أعضاء المجلس وبيدهم نموذج يفرغ كل منهم العلامات عليه، ويتم بعدها التصويت في ضوء كافة المخرجات.

تذهب النتيجة مباشرة لمجلس العمداء، والذي يعقد مباشرة بعد جلسة الترقية والتعيين، ويتم مناقشة النتيجة ويصوت عليها مرة أخرى، فيصدر قرار الترقية، أو قد تكون نتيجة سلبية.

أمام هذه الجهود، وأمام الرتبة الأكاديمية الأعلى في نظام الجامعات، لا يتم الإحتفال علميا ولا أكاديميا بهذا البروفيسور أو الأستاذ والذي حظيت به الجامعة، ويقتصر الإحتفال بالتحلية والمناسف أحيانا.

في دول العالم التي تحتفل بأنها أضافت بروفيسور في تخصص ما لرصيدها العلمي الأكاديمي، يطلب من الأستاذ وأمام جمع علمي كبير ومن نفس التخصص، بأن يقدم خطابا إرتجاليا، يذكر فيه ملخصا لإنجازاته البحثية العلمية التي مكنته من إستحقاق هذه الرتبة، والتي تخفض العبيء التدريسي عنه، وترفع راتبه الشهري، وتزيد إمتيازاته الأخرى.

هنا وفي هكذا إحتفال خطابي علمي، نزيد التفاعل العلمي ونعظم أهميته، ونعطي أساتذتنا مكانتهم من خلال جهدهم، كما ونميز الغث من السمين من الترقيات.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/21 الساعة 17:02