المنتدى الاقتصادي العالمي بنسخته الشرق أوسطية، يلتئم خلال الأسبوع القادم في منطقة البحر الميت وهو مختلف من حيث المواضيع التي سيطرحها ونوعية وحجم المشاركة.
بلا أدنى شك أن إدارته استفادت من تجاربها السابقة وبعد أكثر من سبعة منتديات طورت الأفكار والخطاب وسيكون للرأي العام من غير النخب فيه نصيب وافر هذه المرة هذا ما قاله عدد من المنظمين ممن التقينا هنا في مقر المنتدى في جنيف.
نجم المنتدى سيكون كالعادة هو جلالة الملك عبدالله الثاني لكن ظهورا لافتا سيكون لسمو ولي العهد الامير حسين بن عبدالله الثاني وبما يمثله لرؤية القادة الشباب في المنطقة.
سيخرج المنتدى ليوم واحد من البحر الميت ليعود حوارا مع جمهور من الشباب في مدينة الأعمال في عمان حول عدد من القضايا في حوار عام ويعتمد أكثر على استطلاعات الرأي من غير النخب.
عدد المشاركين هذه المرة كبير ويزيد عن ألف مشارك والقائمة تضم رؤساء مثل عبدالفتاح السيسي والرئيس العراقي وبرزاني وممثلين من سوريا ليس من جانب النظام طبعا ويدخل إلى السياسة من بوابة الاقتصاد وسيكون لاعادة اعمار سوريا والعراق واليمن نصيب وافر من النقاشات التي سيشارك فيها رؤساء شركات عالمية بعضهم يحضر إلى الأردن للمرة الأولى.
مبادرتان مهمتان ستنبعان في المنتدى، الأولى تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والثانية شراكة تقود لاتخاذ الاردن مركزا لمشاريع رياضية وكبرت تحت عنوان الشراكة مع القطاع الخاص.
المنتدى لا يؤكد هذه المرة فقط التزامه باللأردن موطنا ثانيا له وفي ذلك إجابة على تساؤلات من الخارج حول الأردن البيت الهادئ في الحي الملتهب وهي في ذات الوقت إجابة على تساؤلات بعضنا عن الصورة التي يرانا فيها العالم ولا نراها نحن بل يريد أيضا أن يقترب من الرأي العام أكثر في تقريب وجهات النظر وتضييق الفجوة مع النخب.
على مدى السنوات القليلة الماضية رتب الأردن أجندته الاقتصادية, استقرار مالي وتشريعي وقد دفع بعدد كبير من المشاريع الكبرى, وهو نجح في بسط استقرار سياسي وأمني مميز ليس لأنه فرض بالقوة, بل لان فيه قيادة حكيمة وشعبا مدركا وملتحما مع قيادته ضد الأخطار.
في كل مرة نقول فيها آن الاوان قد حان لحديث جاد عن آفاق الاستثمار نتجاوز فيه الكلام الممل الذي نجلد فيه أنفسنا صباح مساء ونعلق بعض الفشل على شماعات الأوضاع السياسية ومقاومة مصطنعة من تيار محافظ يجذب قوى الإصلاح الى الخلف, تأتينا الرسائل الأبلغ من الخارج فتقول هذا بلدكم ملائم, فالمكان الذي يجمع كل هؤلاء من مختلف الأقطار هو الأجدر بأن يكون موطنا للإستثمار وللأعمال.
الشعار الأهم هو التعاون بين القطاعين العام والخاص لإحداث النمو في منطقة تنقصها التنمية الحقيقية التي تنعكس على شعوبها برخاء واستقرار إقتصادي وسياسي وإجتماعي, تعاون يتخلى فيه القطاع العام عن دوره كلاعب إقتصادي الى منظم يترك كل المساحة لقطاع خاص فاعل لا يعاني من التشكيك في قدراته ولا تعرقل طموحاته بيروقراطية ولا إحتكار ولا تشريعات قاصرة.