انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

مئوية الدولة: حماسة الشباب وحكمة الشيوخ

مدار الساعة,مقالات مختارة,الثورة العربية الكبرى
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/15 الساعة 00:44
حجم الخط

بعيدا عن التفاصيل المعدة رسمياً كبرنامج للاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، وما إذا كانت كافية وترتقي إلى مستوى الحدث، كنت أتمنى لو أن المرجعيات المعنية قد نظمت مؤتمرا، وأعقبته باستفتاء، ثم سلسلة من الورشات الاستطلاعية وصولا إلى شكل ومضمون الاحتفالية بتلك المناسبة. وقبل أن تختار المواضيع الأساسية التي يتوجب تغطيتها بأكثر مما هو احتفالي، وبحيث تتاح لكل صاحب رأي الإدلاء بدلوه وبيان ما يقترحه لإثراء هذا المشروع.

وأتمنى أن يتاح المجال أمام كل مختص أن يقدم ما يزيد على مقترحاته وتصوراته. بل واسهاماته في هذا الحدث الذي يجب أن لا نختلف على أهميته، وعلى كونه مشروعا متميزا يحمل في ثناياه الكثير من عناصر ديمومته.

فالمناسبة التي بدأ العد التنازلي لانطلاقتها، ليست مناسبة عادية، يمكن تحديدها بأطر معينة، جغرافية كانت أم ديمغرافية، وإنما هي مشروع نهضة شاملة، غرسها المؤسسون نبتة غضة، لكنها تجذرت وكبرت وأينعت ثمراً وزهراً.

وأبسط الدلائل على ذلك أنها كانت المشروع الوحيد الثابت والراسخ في كافة أركان الإقليم، وأن كافة الهزات التي تعرضت لها المنطقة لم تترك أثرا سلبيا يمكن أن يلحق بها ضررا جوهريا، أو أن يعطل مسيرتها.

فالدولة الأردنية، التي بدأت كإمارة، ثم مملكة، لم تكتف بالتسميات فقط، وإنما استندت إلى مشروعها الوطني ـ مشروع الثورة العربية الكبرى ـ، واجتهادات الأوائل لتحيل كل تلك الخطوات إلى مشاريع نهضة شاملة، برعاية القيادة الهاشمية، وبحماية السواعد الأردنية التي تعتز وتفتخر بأنها حاملة رسالته. وأنها تسلم تلك المهمة من جيل إلى جيل، وتستند في التعامل مع الأمانة بأسلوب تفعيل كافة الطاقات وتوظيفها لخدمة المشروع.

اليوم ونحن نستعد لعبور المئوية الثانية من عمر الدولة، وسط قناعة بأننا الأكثر رسوخاً، وأن مشروعنا هو الأكثر اتزانا، لا بد من إعادة التأكيد على الثوابت التي قامت عليها الفكرة النبيلة، والمضامين الوطنية والقومية التي اعتمدت لتكون الأساس لها والتي كانت من أبرز عوامل إنجاحها.

من أبرز تلك الثوابت، أن نواصل التفاؤل بالمستقبل، وأن نستمر في توظيف ما نتميز به عن غيرنا من عناصر القوة وعلى رأسها «حكمة الشيوخ وحماسة الشباب» في مختلف شؤوننا، وبما يعظم من عملية الإنجاز. وأن ننشر القناعة بأن مواصلة الاستقرار يعني استمرار وتراكم الإنجازات.

ومنها، التمسك بثوابت القضية الفلسطينية، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة. وأن يشارك الجميع في إبراز مكانة الأردن الإقليمية والدولية، والاحترام الكبير الذي تتمتع به القيادة الهاشمية في مختلف أنحاء العالم.

وعلى الصعيد المحلي، التمسك بالمؤسسات الدستورية واحترامها، وتعزيز الثقة بتلك المؤسسات ومن بينها المؤسسة البرلمانية. والحفاظ على مبدأ الشراكة بحيث يكون المواطن فاعلا في عمليات التغيير والتطوير والتحديث نحو الأفضل، وأن لا يبخل أحد منا بجهده في سبيل رفعة الوطن والدولة، ومراكمة الإنجازات.

والمهم هنا أن نجعل من تلك المناسبة انطلاقة نحو الأفضل، وعهداً جديداً بأن نحفظ أمن الوطن ووحدته الوطنية، ونصون استقلاله ونعزز بنيانه.

Ahmad.h.alhusban@gmail.com

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/15 الساعة 00:44