بقلم: هدى حسن زعاترة
حصدت كورونا الكثير من الوفيات وأصابت الكثير، دمرت الكثير من القطاعات، ولكن وعلى الرغم من بشاعة هذا الفايروس فقد عمل على جمع الاحبة تحت سقف واحد، وباستطلاع رأي قمت بإجرائه على صفحتي الخاصة على الفيس بوك أجمع الكثير على ان كورونا خففت بما نسبته ٥٠٪ من تكاليف الزواج الباهظة التي يتحملها العريس واهله والتي من الممكن تعويضها بأخرى اقل تكاليف وبنفس الوقت تعبر عن الفرحة في هذا اليوم، فهل لكورونا دور في تخفيف هذه التكاليف؟
كانت الاعراس في القدم تقتصر على الاحبة، ولا يتجاوز مهر العروس الدينارين، كما كانت تقام الحفلة في منزل والد العريس يأخذ عروسه من منزل والدها، ويقدم للضيوف القهوة العربية وصرراً من حبات الحلوى للأطفال والنساء، وتفرش موائد المناسف على العشاء، تقوم النساء بغناء الاغاني الشعبية او (الفلاحية) الخاصة بهم والمنتشرة في ذلك الوقت ثم بعد ذلك يدخل العرسان منزل الزوجية ويعيشون حياة طبيعية ويربون ابناءهم، فهل كورونا أعادت تاريخ الاعراس؟
شباب يقفون مكتوفي الايدي امام طلبات العروس واهلها وتكاليف الصالة، والصالون، والمهر، والمنزل واثاثه، وغيرها من التكاليف التي ليس لها اي مبرر سوى ( الفشخرة) اي الاظهار للناس ان نسيبهم مقتدر وبحجة انه حق للعروس، لكنه يوم مشترك بين العروسين وفرحة لكل اهلهم فكيف هو حق العروس واهلها والعريس من يدفع؟
جاءت كورونا واوقفت كل شيء، ولكن من باب الغريزة البشرية وصراع البقاء لم يتوقف الناس عن الزواج بل وزادت بنسبة كبيرة بسبب انخفاض التكاليف...
لا وجود للصالات التي كانت تكلف من خمس مئة دينار فأكثر، إغلاق صالونات التجميل التي كانت تكلف العريس من ثلاث مئة دينار فما فوق، ليس هناك حاجة لدفع تكاليف الباصات للفاردة وتكاليف ضيافة العرس وكروت الدعوة التي عوضت عنها مواقع التواصل الاجتماعي، وتزيين سيارة العروسين واقامة الصيوان والدفع للمطرب.
أصبحت العروس تجهز نفسها لعريسها في المنزل وبأقل التكاليف الممكنة، ويتم احضار مصور لتوثيق هذا اليوم للذكرى، ليأتي العريس يأخذ عروسته من منزل أهلها وتشغيل بعض اغاني الاعراس دون الحاجة الى مطرب او (دي جي)، يدخلان منزلهما بعد ان فرحوا لهم الاهل وهم الاحق والاولى بمشاركتهم هذا اليوم من ان يقوموا بدعوة الكثير من الناس ودفع الكثير من المال وبالاخر يعيشان سوياً ليربوا ابناءهم يحلوا مشاكلهم معا دون تدخل اي من معازيم العرس الذين دفعوا بسببهم الكثير من المال، ويمكن ان يكون العريس تحمل الكثير من الديون بسبب حفلة لا تزيد عن ساعتين، فهل تختلف حياة العروسين الذين دفعوا الكثير الكثير من المال على حفلة عرسهم عن العروسين الذين استخدموا وسائل اخرى للتعبير عن فرحهم بهذا اليوم بتكاليف اقل؟
معظم الناس من اتفقوا على ان كورونا لم تخفف من التكاليف ويرجع ذلك الى العروس واهلها، فهناك من البنات من تطلب حقها بدفع العريس لها كل تكاليف العرس وكأنه لا يوجد كورونا نقداً، او تقارن نفسها بعروس اخرى على انها ليست بأفضل منها، فأي حق هذا؟
بالنهاية... لن ننسى قول رسولنا الكريم صلوات الله عليه " أقلكن مهورا أكثركن بركة"، والعبرة ليست بكم يدفع العريس او قلت تكاليف هذا اليوم او زادت، العبرة ان يكون لك شريك يؤمن بك في وقوعك قبل وقوفك... يسندك... يحبك... يحترم رأيك... ويقدر مشاعرك... فدائما الانثى بحاجة الى رجل يكون لها لا عليها... والرجل بحاجة الى انثى تكون جيشه الوحيد... فباللحظة التي يغلق عليهما باب المنزل لن يتدخل في حياتهما لا الاهل ولا المعازيم.