ما خلق الله أي شيء من الأشياء في السموات السبع والأرضين السبع في الحياة الدنيا عبثاً.
خلق الملائكة من نور لا إناثاً ولا ذكوراً وبعقل دون غريزة ولهذا لا يتكاثرون ومن أنواع مختلفة وكل نوع يقوم بوظيفة معينه ووفق المواصفات التي منحها الله له لخدمته وتنفيذ أوامره دون جدال أو تذمر (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (النحل: 50، مريم: 55)).
وخلق الله الجن من نار السموم بغريزة وعقل ولهذا يتكاثرون وبأنواع مختلفة وكل نوع له مواصفات معينة للوظيفة التي خلقه الله من أجلها (قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ - يقال أنه مارد من مردة الجن وإسمه كوزن - أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل: 39)).
وخلق الحيوانات البرية والحيوانات البحرية والطيور . . . إلخ أيضاً بغريزة وبدون عقل وكل منها يقوم بدور في الحياة الدنيا.
وكل شيء خلقه الله في السموات والأرض سخَّره لخدمة الإنسان خليفته في الأرض والذي كرَّمه على جميع أنواع خلقه الآخرين حتى الملائكة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)).
وخلق الله آدم من عقل وغريزة وخلق له زوجه من نفسه ومن ضلعه الأيسر من جهة القلب لتكون سكناً وطمأنينة له وجعل بينهما مودة ورحمة وسنَّ بينهما الزواج للتكاثر، وحتى يكون بنوا آدم خليفة له في الأرض ويعمروها.
ولكن في نفس الوقت أرسل الله تعالى الأنبياء والمرسلين لعباده بشكل متتابع فأرسل لهم الرسالة السماوية اليهودية ومن ثم المسيحية وخاتمها الديانة الإسلامية (وفق ترتيب النزول)، ليوضحوا لبني آدم طريق الخير وطريق الشر، وَتُرِكَ الأمر لبني آدم ليقوموا بالدور الذي سيقومون به وفقاً لتخصصاتهم وقدراتهم المختلفة، وبناءاً على ذلك فإما يقومون بأدوارهم بالخير أو بالشر (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ: البلد: 10)).
فالخلاصة لكل إنسان خلقه الله دور يقوم به وفق ما رزقه الله من علم، فهناك المعلم والأب والأم والإمام والمفتي والطبيب والصيدلي والمهندس والقاضي والمحامي والنائب والعين في مجلس الأمة ومُصَنِّع الفيروسات (فايروس الكورونا-19 مثلاً وغيره) والجراثيم ومُصَنِعِّي الأسلحة التقليدية والنووية والقنابل بكل أنواعها والحداد والنجار (ذكوراً وإناثاً) . . . إلخ.
وسيتم محاسبة كل إنسان على ما يقوم به من دور أو أدوار (أعمال) في حياته الدنيا وتُسَجَلُ وتُحْفَظُ أعماله من قبل الملكين الرقيب والعتيد (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق: 17 و 18)).
فإن كانت أعمالهم خيراً فسيروا خيراً وإن كانت شراً فسيروا شراً أي عقاباً شديداً من الله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة: 7 و 8)) إلا الملائكة فهم خُلِقُوا بعقل فقط ولخدمة لله حتى تقوم الساعة.