انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

السليم تكتب: اعطني إعلاماً كاذباً .. اعطيك شعباً تائهاً

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/04 الساعة 20:31
حجم الخط

بقلم: هند السليم

جميعنا يعلم أن الإعلام هو الوسيلة الوحيدة لإيصال المعلومات والأخبار ويجب أن يكون محايداً، ويفترض أن يكون الغرض منه الإبلاغ عما يحدث كما هو دون أية اقاويل أو افتراضات وهمية أو عارية عن الصدق، وذلك لإيصال المعلومة التي تضع القارئ بالموقف الحقيقي للوعي بما حوله، ويجب أن تتسم بالمصداقية والدقة، أما فيما يختص بتفسير الأخبار والمعلومات فيختلف من شخص لآخر حسب تحليله وفهمه الحر… وغير ذلك يؤدي إلى حالة من الفوضى وخلل كبير في الفهم والتفسير.

لكن ما نراه اليوم، فالإعلام الآن يطغى عليه آراء شخصية وهدفه توجيه الناس لمنظور معين وأفكار محددة!! ونلاحظ تردد الكلام وكثرة تداوله بين الأشخاص فينخدعون به، ويتم غسل ادمغتهم بمعلومات مغلوطة، فهل التضليل الإعلامي هو المقصود لغزو العقل وتشتيت الفكر الحر إلى ما هو عكس الحقيقة، وفصل الناس عن واقعهم الأليم؟

منذ بدأت أزمة جائحة كورونا في العالم، لم يتوقف الإعلام الرسمي والخاص (الإلكتروني) والدولي عن مهمته الأساسية بكشف الحقائق والتوعية وربط الأحداث ببعضها لنقل الصورة كاملة وبوضوح، وحقيقة... أن الإعلام كان سبباً مباشراً في لفت الإنتباه إلى المستجدات تباعاً، وما قامت به وسائل الإعلام جعلها طرفاً مباشراً بإدارة الأزمة، وليس مجرّد وسيط أو ناقل أخبار بين الحكومة والشعب، بل جعل أولى أولوياته القضايا التي تخدم هدفي التعريف والتوعية.

إن المرحلة الحالية تتطلب أن يكون الناطقون الرسميون في المؤسسات الحكومية على أهبة الاستعداد للإجابة على أسئلة الإعلاميين، حيث أن التراخي في التعامل مع المعلومة هي السبب الرئيس بإنتشار الشائعات والتأويلات، فالإعلام عليه حمل كبير في إتخاذ القرار ببث الخبر العاجل في وقته وبصدق.

وهنا يتم تسليط الضوء على الأداء الحكومي المتردي والقرارات والتصريحات التي تتسم بالتخبط وغياب الشفافية؛ مما يجعل صورة الأداء مهزوزة أمام المواطن، حيث أن الخلل المعلوماتي الحكومي أدى إلى فقدان الثقة وسوء الفهم، فكيف يمكن معالجة مشكلة فقدان المواطن بالاعلام (الإلكتروني) وإعادة بنائها.

إن المواطن الأردني فقد ثقته بكثير من وسائل الإعلام وخاصة (الإلكتروني) نتيجة القيود المفروضة عليه من عدم نشر معلومات والتعتيم بتداولها محلياً، فالمتابع "المواطن" يحتاج لتحليل كامل شامل خاصة في القضايا الحساسة؛ فقد كان هناك دور كبير للإعلام الخاص، لأنه يتعاطى مع الأنباء المتعلقة بأمن البلد بوطنية كبيرة ما دفع بعض المواطنين إلى اعتماده سابقاً لكونه يعطي أيضا فرصة للتحليل والتوسع... وحالياً اصبح يسمى "كوبي - بيست".

ولا ننسى أن الإعلام الإلكتروني قد تضرر كثيراً من الأزمة الحالية تماماً كباقي القطاعات التجارية والسياحية، كصعوبة التنقل خلال أيام الحظر الشامل، وإلغاء الفعاليات التي تبرز دور الإعلام الخاص، ولا سيما الأضرار المالية ... فإذا وجد المال لا مشاكل.

نطلب من المسؤولين في الدولة إيجاد جسور ثقة بين المواطن الأردني والإعلام الإلكتروني.. وبالنهاية نقول : “اعطني إعلاماً كاذباً .. اعطيك شعباً تائهاً”؛ فمشكلتنا الحقيقية أكبر مما نتصور، لكن أملنا بالله كبير بان يرشد المسيرة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/04 الساعة 20:31