أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المدني تكتب: عاصفة عام 2020

مدار الساعة,مقالات,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبت: الطالبة ساره طلال المدني /المدارس الاردنية الدولية

سأروي لكم قصتي لقد ولدت بتاريخ 1/1/2020 في تمام الساعة 12 و دقيقه بعد منتصف الليل و كان الناس من حولي في كل دول العالم فرحين بولادتي يهنئون بعضهم البعض بولادتي و يتبادلون الامنيات السعيدة الراغبين بتحقيقها و لقد كنت فرحة بفرحهم .

و ها قد بدا الشهر الأول من ميلادي و قد و جدت البشر يتجادلون و يتقاتلون و يكذبون فحزنت جدا و اصبت بمرض نادر لقلة مناعتي من شده الحزن و هذا المرض يسمى (كورونا ) و هذا المرض هو وباء بدا لدى صديقتي الصين و انتشر و أصاب جميع أصدقائي الدول .

في الشهر الثاني زاد مرضي و طلبت من أصدقائي ان يقوموا بإجراءات السلامة من هذا المرض و لم يصغوا الي و انتشر بكثرة و أصاب البشر منهم من مات و منهم من تعافى.

و في الشهر الثالث من ميلادي أصبحت صحتي تتدهور سريعا" و تهدد حياه الناس و حياتي بالخطر وبدأت اعداد الوفيات تزيد و تزيد و اصبح لا بد من الحظر و اغلاق الدول حتى نحارب هذا المرض و اتعافى و قد حاول الأطباء مساعدتي بالأدوية الموجودة ليه و لكن دون أي فائدة و أغلقت المساجد و الكنائس.

ها قد بدأت اكبر و اصبح عمري أربعة شهور و مازالت صحتي تسوء و قد حاول الأطباء في كل مكان بمساعدتي و لكن لم يجدوا أي علاج ينقذني.

وعندما اصبح عمري خمسة شهور بدأت حالتي تسوء فقد زاد عدد الأموات و فقد الأبناء اباءهم و فقد الإباء ابناءهم و اصبح المرضي يموتون دون مشاهدة احباءهم او حتى و داعهم لان هذا المرض معدي و ينتقل بسرعه بين البشر و أصبحت الناس تخفي وجوهها وراء الكمامات و تخفي ايديها بالقفازات .

بدا الخوف في قلبي كلما كبرت اكثر و اقتربت من نهايتي بان اموت بهذا الوباء فاصبح عمري خمسة اشهر و مازال اصدقائي يعانون من هذا المرض اللعين المدعو كورونا .

و بدأت الأيام تمر يوما بعد يوم و البشر يعانون من المرض و فقدان الأحباء و و مر الشهر السادس من عمري و السابع و الثامن و انا أعيش على أجهزة التنفس و و كنت بحاجة الى معجزة من الله و دعائي ان اتحسن انا و أصدقائي و ان يختفي المرض و احضن احبابي .

هناك امل، هذا ما اخبرني به الطبيب بانهم يصنعون اللقاح لإنقاذي و انقاذ البشر ،يا الله اشكرك فقد بدأت تستجيب لدعائي .

مر الشهر التاسع و العاشر و الحادي عشر من عمري و المرض مازال ينتشر بكثرة بين الناس و صحتي زادت سوء و قد شارفت نهايتي و اثناء وجودي في المستشفى انتظر موتي زارني اقاربي من خلف الزجاج خوفا من العدوى و كانوا ثلاثة اشخاص رجل و امرأة و طفل .

نظر الي الرجل و سألني: لماذا يا عام 2020 فعلت هذا بنا ؟ فقد تركت عملي بسبب الكورونا و اصبح المال قليل و فقدت صديقي و ووالدي و لقد جعلتني حزينا أيها العام و حرمنا من المساجد و العبادة .

لم اجب الرجل و نظرت الى المرأة و سالتها و انت ماذا تريدين مني فبكت المرأة و قالت لي :كنت انتظر زفافي و لكنك أيها العام حرمتني منه فقد أغلقت القاعات و الافراح بسببك أيها العام ارحل ارجوك يكفي.

صرخ الطفل و قال : لماذا فعلت بنا هذا أيها العام فقد استقبلناك بفرح و لكنك أغلقت مدرستي و حرمتني من رؤيه أصدقائي و اصبح الحاسوب صديقي و حرمتني من اللعب و الخروج من المنزل و حرمتني من عيد ميلادي و دعوة احبابي لماذا يا أيها العام احزنتنا؟

فأجبتهم و انا في نهاية ايامي: انني لست السبب و انني عام ككل الأعوام و لكنكم انتم السبب في ما حصل لكم فقد كرهتم بعضكم البعض و قتلتم بعضكم البعض و سرقتم و غضب الله منكم و اصابكم الوباء و لم تلتزموا بالكمامة و التباعد و لم تصدقوا بوجود المرض فزاد الأموات و المرضى فما ذنبي انا ارجعوا الى الله احبوا بعضم البعض فانا سأذهب و ارحل و يأتي عام اخر لا نعلم ما فيه .

فخرجوا من عندي و قد بلغت اثنا عشر شهرا" و انا مستلقي على سريري اودع العالم الجميل الذي أصيب بالوباء و أقول لكم حافظوا على سلامتكم و الى اللقاء .

مدار الساعة ـ