انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

تدني مستوى جودة التعليم العالي في الوطن العربي

مدار الساعة,مقالات,جامعة عمان العربية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 11:02
حجم الخط

د.محمد عيد قرعان

كان هذا عنوان المؤتمر العلمي الدولي الرابع في جامعة عمان العربية، الذي هدف الى تسليط الضوء على دور المناهج واستراتيجياتها في مواجهة التحديات وتبيين الاتجاهات الحديثة بحقل التربية مثل الإبداع و التفكير.

وشاركت سبع دول عربية في هذا الحدث، و اظهرت المؤشرات تدني ملحوظ في جودة التعليم العالي و مخرجات التعليم في انتاج المعرفة و تقنياتها و براءات الاختراع، و تفاقم مشكلة البطالة بغياب تأثير المخرجات التعليمية في الوطن العربي، و الاردن ليس بمنعزل عن هذه الواقعة الخطيرة، اذ اشار د عدنان بدران ان الاردن يعاني من ضعف بمستوى جودة التعليم العالي و ضعف مخرحات التعليم. و خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات المهمة للحد من هذه الظاهرة.

أرى أن من أهم أسباب تدني مستوى المخرجات التعليمية هو ضعف البنية التحتية للجامعات المتمثلة في عدد الطلبة غير المناسب في القاعة و بخاصة برنامج الدراسات العليا، و قلة استخدام التكنولوجيا في التدريس ، و من و جهة نظري ان اهم نقطة تكمن في اعتماد نموذج التعليم التقليدي العقيم و بخاصة التقييم المعتمد على الحفظ و قوة الذاكرة(تفريغ على الورقة) و المعيار في التفوق الدراسي هو قوة الحفظ الصماء. وهذا ما نلمسه من ممارسات العديد من اعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات.

ويقع على كاهل المدرسين التربويين تعبيد طريق التعليم النشط و الفعال امام المدرسين اصحاب التخصصات العلمية و غيرها، فكلية التربية هي القلب النابض بالإبداع و التطوير. وهي المسؤولة امام الجميع لكونها الارض الصلبة التي يبنى عليها الصرح الشامخ و القاعدة التي تحمل بناء المعرفة و العلم. من خلال استخدام استراتيجيات تحفز و تشجع الطلبة على استخدام مهارات عليا من التفكير . و العمل على تطوير الممارسات التدريسيسة الفعالة للمدرسين. و بهذا تعد كلية التربية بممارسات مدرسيها محطة تزود الطاقة الابداعية لجميع حقول المعرفة .

و في حقيقة الامر ان المشكلة تقع في هذا الركن المفصلي ، حيث ان مدرسي كلية العلوم التربوية بتخصص المناهج و التدريس و بخاصة في الدراسات العليا في الاغلب يدرسون بطريقة تقليدية قديمة قائمة على المحاضرة المملة و التقييم المعتمد على امتحانات من نوع اذكر ، عدد ، بين ... الخ. و اهمال متعمد لما يدرسونه من نظريات و طرائق التدريس الحديثة، بل مهاجمتهم للتكنولوجيا و استراتيجيات التفكير التي تمثل صلب تخصصهم. فضلا عن اعتمادهم على مراجع و مؤلفات من الزمن الغابر.

يجب التخلص من زمرة التقليديين القدامى، واتباع منهج التعليم الحديث من استراتيجيات حديثة و مناسبة مثل تعليم التفكير و التعلم النشط، و باتباع التقييم البديل مثل العروض التقديمية و البحوث و اسئلة الاستنتاج و المقارنة ... الخ . و تزويد سائر الهيئة التدريسية بالاساليب و الطرائق المناسبة والمراعية لجانب الابداع والتفكير.

ادعو جميع المعنيين و صناع القرار و السياسات التربوية في الارن و الوطن العربي بان يقوموا اولا بتقييم اداء المدرسين، و ضخ دماء شابة جديدة في شريان القلب النابض لجسد الجامعات، من خلال تعيين الكفاءات التدريسية في كليات التربية ، و ثانيا النظر في واقع المناهج الدراسية و جودتها . ومدى حداثة موضوعاتها و قضاياها و الاهتمام بالنوع بدلا من الكم، و التركيز على دور تعليم التفكير باستراتيجياته و انماطه و مهاراته و بخاصة التفكير عالي الرتبة، و استحداث قسم التدريب والتطوير لكل القوى البشرية المتواجدة في الجامعة من طابة و مدرسين و اداريين و عاملين، لتكون الجامعة مصنعا للعقول و منتجا للمعرفة و موردا استثماريا يعود بالنفع على المجتمع و الدولة.

هكذا نضمن جودة عالية للتعليم

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/09 الساعة 11:02