.. هنالك صفحة على «الفيس بوك»، باسم سيدة أردنية.. وقد نشرت صورة لطفل يجلس على الرصيف ويعرض مجموعة من ألعاب الأطفال, عمره لا يتجاوز بالطبع (10) سنوات وكتبت أسفل الصورة الاتي: (هاظ ابني ببيع ألعاب ومعجنات, أنا بعملهم اللي بشوفو بمنطقة.. الشارع الرئيس المؤدي لماركا, يشتري منو هذول بضاعة جملة والمربح قليل, وهم الدخل اليومي تبعنا اللي بصرف علينا)..
لقد نقلت لكم النص كما هو, ولكن سؤالي هل وصلنا لمرحلة أن تضع إحدى الأمهات صورة ابنها..وهو يجلس على الرصيف ويبيع الألعاب والمعجنات, وتطلب من الناس الشراء منه؟...أنا طبعا لا أدين السيدة ولا أدين الطفل, بل ساذهب غدا للشراء منه, لأن السيدة لم تقم بعمل إعلان ترويجي بقدر ما أنتجت نداء استغاثة.. لو كان بمقدورنا أن نضع الصور والنص المكتوب مع المقال لوضعته لكم, أعرف أن تعبيرات الألم في الصورة أكبر من تعبيرات اللغة.. ولكن ما شاهدته صدمني...
هذا الطفل مكانه المنزل, مكانه غرفة يجلس فيها ويتابع عبر الشاشة تحصيله ودراسته...مكانه المطبخ كي يتناول فيه وجبة الغذاء, وغرفة دافئة كي ينعم بنوم هادىء. أنا لا أطالب له (بالفخفخة).. أطالب على الأقل, بالرمق اليسير الذي يساعده على الحياة..والاستمرار والتفاؤل بالمستقبل, مكانه ليس قارعة الطريق.. وصورة له تعرض على الفيس بوك تطلب الناس أن يشتروا منه, لأن ضيق الحال أتعب العائلة..
لا أستطيع البوح أكثر من ذلك.. ولكني وضعت الصورة, والإعلان البائس الحزين.. على صفحتي في «الفيس بوك», وما أستطيع فعله هو أني غدا ساذهب للشراء منه.. وربما سأحضر أصدقائي كي نشتري أيضا, وربما.. سأجلس معه, وأنادي على المارة كي يشتروا منه..
وربما سأبكي قليلا على المشهد.. صار الدمع.. حتى الدمع يخجل من عيوننا لكثرة ما ذرفناه.
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي