ان كثيراً من الاشخاص الذين يملكون حسابات او صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية وخاصة في موقع (الفيس بوك) الشهير, يختبئون وراء قناع مزيف او اسم مستعار او صورة وهمية بغية بث السموم والافكار العفنة المغرضة التي تراودهم بغض النظر عن مدى مصداقيتها واهميتها املين من وراء ذلك ان يتلقفها ويتبناها من يستضيفونهم على صفحتهم او ممن يشاهدها وبأخذ بها وبدون تمحيص او تدقيق في صحتها او عدمه الاخذ بها على انها حقيقة مجردة لا غلو فيها وخاصة من الذين يعانون من هذيان عقلي واضطراب تفسي، وعادة ما تطرح تطرح هذه الافكار والترهات نكاية وانتقاما ضد من يعتقدون انها تنطبق عليهم وتؤثر على اوضاعهم، والانكى من ذلك ان هؤلاء المتلقون يعملون على نشرها ومشاركتها مع الاخرين في محاولة منهم للمساهمة في اشاعة الفتنة والفوضى وخاصة في مجتمع معافى ومتوازن ومستقر.
والحقيقة ان من يطلق هذه الافكار والترهات سواء كانت عن طريق المقالات او الصور او الفيديوهات او التويترات يكون عادة عاجزا او فاقدا لجراءة المواجهة المباشرة او لايملك من الشجاعة الكافية لمناقشة من يخالفه في طروحاته سواء كانت سلبية او ايجابية حتى لا ينصدم بحقيقة الاراء المغايرة لها، وهؤلاء عادة ممن يحملون في جنباتهم جينات عدائية بالفطرة كانت ام مكتسبة من واقع مظلم يعيشونه وفكر سقيم يخرج من رؤسهم الفارغة المليئة بخلايا ساكنة.
ان ثقافة القناع في مواقع التواصل الاجتماعي نجدها ظاهرة منتشرة ومتأصلة خاصة في عالمنا العربي الى حد بعيد وذلك لسبب او لآخر، قد تكون اسباب سياسية بقصد المعارضة او الانتقاد اوالتنفيس عن مكنونات الحقد والكراهية ضد نظام اوحكم معين، او اجتماعية لمقارعة ومناكقة الاهل والاصدقاء نتيجة عداوة بينهما لينغصوا عليهم يومهم، او لخلافات شخصية نابعة عن غيرة اوحسد اوتصفية حسابات قديمة، او لشىء في نفس يعقوب، متخذين من هذه المواقع متنفسا لغيظهم وحقدهم وساحة يقذفون بها الاخرين بمختلف السباب والشتائم وكشف المستور، ومنهم من يتخذها منبرا للثرثرة والتريقات والاستهجانات والدردشة الكاذبة والفتوى في غير مكانها او الابتزازالنفسي والشخصي ومنهم من يجد فيها وسيلة للترفيه والترويح عن النفس باحثا عن موضوع او مقال يشفي غليله، او طرفة يفرج بها عن كشرته، او قصة يستمتع بها قبل النوم، ومنهم من يجد شخصيته وذاتيته فيما يكتبه او ينشره معتقدا انه الاحظى فكرا وعلما وثقافة، ومنهم من يتخذها مهربا له خوفا من الجدل والنقاشات مع ممن حوله من افراد الاسرة خاصة كهروبهم الى ظاهرة الهواتف الذكية، وتراهم يقضون الساعات الطوال امام جهاز الكمبيوتر متنقلين من موقع الى اخر، حتى يبلغ عندهم الكسل اوجه مهملين القيام باهم واجباتهم او حاجاتهم حتى وصل التقاعس عندهم ان يطلب احدهم من امرأته ان تأتي و( تحك ) له ظهره.
يحتار الكثيرون في تصنيف هذه المواقع بين الفضائل والمحاسن وهل تعتبر نعمة ام نقمة على افراد المجتمع؟
جدلا لقد اصبحت هذه المواقع من متطلبات العصر الحديث بحيث اصبح لمعظم الافراد في الاسرة الواحدة حساب اجتماعيا في هذه المواقع، وشكلت لديهم وسيلة مجدية للتعارف والتثقيف والمعرفة ولمعرفة اخبار بعضهم البعض في ظل قلة الزيارات الشخصية والعائلية بحيث اصبحت بديلا لهذا التواصل.
وبالرغم من سلبيات هذه المواقع الا انها تعني للكثيرين ومن مختلف الفئات والاعمار عالما بديلا للعالم الذي يعيشون فيه بل ويتخيلوا انفسهم في جزيرة السحر والجمال والاحلام بعيدا عن القلق والهموم ومشاكل الحياة، وفي المحصلة نستنج ان هذه المواقع بالنسبة للبعض ما هي الا( فشة خلق ) وهروبا من الواقع ومن انفسهم.