انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

انتخابات «الصحفيين»: ماذا حدث، ولماذا ..؟!

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/07 الساعة 01:02
حجم الخط

ما حدث في انتخابات نقابة الصحفيين لم يكن مفاجئا، بالنسبة لي على الاقل، فقد توقعته وانتظرته. اما لماذا ؟ فيمكن فهمه في ثلاثة سياقات: الاول ان النقابة تعرضت على مدى السنوات الماضية لاصابات بالغة عطّلت حركتها، ودفعتها الى خارج حلبة “اللعبة “ المهنية ثم عزلتها عن المجال العام، فلم يعد لها دور اسوة بغيرها من النقابات. وحالة الضعف هذه ولّدت لدى الصحفيين “الخيبة “ في نقابتهم، حتى جاءت الانتخابات الاخيرة فشكلت لحظة فارقة استعاد فيها الصحفيون “روحهم” المهنية، وكأن ضميرهم استيقظ لانقاذ نقابتهم، واعادة الحياة اليها من جديد.

اما السياق الثاني فيتعلق بالازمات الخانقة التي يمر بها الجسم الصحفي : فثمة صحف اغلقت واخرى تعاني من ضائقة مالية خانقة، وصحفيون مهددون بالحرمان من ممارسة مهنتهم بسبب الظروف التي تمر بها مؤسساتهم، وثمة حالة من الاحساس بالخوف على الحريات الصحفية، وهذه كلها شكلت دافعا لدى اغلبية الصحفيين “للعمل على “لمّ” الشمل، وتوحيد الصوت ثم اختيار من يرونه مؤهلا لقيادة نقابتهم نحو هدف واحد، وهو “انقاذ” الصحافة وابنائها من الخطر الذي يداهمهم، واعادة الامل لانفسهم، او بصيص الامل ان شئت.

يبقى السياق الثالث، وهو ان الصحفيين الذين عانوا من دخول الكثيرين على خط نقابتهم ومهنتهم، سواء من خلال الاصطفافات من داخل الجسم الصحفي تبعا لحسابات ومصالح معروفة، او من خارجه بهدف “ترويض” الصحافة ونقابتها، هؤلاء ادركوا بعد خبرة التجارب المرة ان ما دفعوه على صعيد مهنتهم وحياتهم المعيشية كان باهضا، وبالتالي كان لا بد ان يقرروا اخذ زمام امورهم بايديهم، وتحديد مستقبلهم دون ان يتدخل احد، وسواء اكان ذلك خيارا او اضطرارا فان النتيجة هي تحقيق استقلالية القرار الصحفي باعتباره “عتبة “الدخول لاستعادة التوازن الذي فقد، او باعتباره “مرساة” النجاة والفرصة الاخيرة.

اذا تجاوزنا سياقات لماذا التي ذكرناها آنفا الى : كيف حدث ذلك، فيمكن الاشارة الى ثلاث ملاحظات : الاولى هي ان اقبال الصحفيين على صندوق الانتخابات كان غير مسبوق، فقد صوت نحو 85% ممن يحق لهم الاقتراع، فيما كان البعض يتوقع( يراهن : ادق) بعد تأجيل الانتخابات بسبب عدم اكتمال النصاب، ان يضعف الاقبال على التصويت، وهذه المشاركة الواسعة اشارة واضحة لرغبة الصحفيين بالتغيير من خلال اصواتهم.

الملاحظة الثانية هي ان اغلبية الصحفيين انحازوا “لمرشحين “ محددين، سواء لموقع النقيب او نائبه او الاعضاء، وصبوا اغلبية اصواتهم اليهم، فقد حصل الزميل راكان السعايدة مثلا على ضعف اصوات المرشحين لموقع النقيب، كما حصل نائبه الزميل ينال البرماوي على اغلبية مماثلة تقريبا، مما يعني ان هدف الصحفيين كان واضحا، كما ان عنوان التغيير الذي اختاروه يحظى بتوافق اغلبيتهم.

تبقى الملاحظة الثالثة وهي ان ان نتائج الانتخابات كشفت عن لحظة “افتراق” بين تيارين احدهما اراد ان يحافظ على الواقع القائم كما هو، والآخر قرر ان يغيّره، وقد جاءت النتائج بمثابة انتصار للتيار الثاني، وهذا التيار يمثله “الجيل” الجديد من الصحفيين، وبالتالي فان النقابة بعد هذه الانتخابات ستكون في عهدة هذا الجيل الجديد الذي اتمنى انه مثلما يدرك ضرورة التغيير فانه يجب ان يدرك حاجته للتواصل مع الاجيال الصحفية السابقة للاستفادة من خبراتهم.

السؤال الان : ماذا يريد الصحفيون من مجلس نقابتهم الجديد..؟

الإجابة غدا إن شاء الله.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/07 الساعة 01:02