القرعان يكتب: تغريدة «غاضبة»
بقلم د محمد كامل القرعان
كشفت ، تغريدة "غاضبة" لجلالة الملك عبدالله الثاني عبر حسابه في تويتر، عن مشاعر الغضب تجاه ما وصفه بـ "المظاهر المؤسفة” التي شهدتها المملكة بعد فوز عدد من المرشحين في الانتخابيات ، باعتبارها خرق واضح لسيادة للقانون،وتعدٍ على سلامة وصحة المجتمع ، ولا تعبّر عن الوعي الحقيقي للغالبية العظمى من الاردنيين. واكد جلالته بان الاردن دولة قانون ، باشارة لاطلاق يد القانون والعدالة على الجميع دون استثناء لأحد.
حالة الغضب الملكي، أحيطت بتاييد شعبي واسع ، ولاقت ارتياحا بين اوساط الاردنيين ، لانها "رسائل ملكية" حاسمة وقاطعة لمن يهمه الأمر ، وبلغة غير مسبوقة ، بأوضح فيها جلالته الصورة الحقيقية للدولة، وجاءت تاكيدا للموقف الرسمي ضد حالات الاستقواء على هيبة الدولة وعلى الامن والسلم المجتمعي.
وجاءت "الغضبة الملكية" بعد الاسترخاء الرسمي، والتغاضي الامني ولبعض الحكام الإداريين عن احتفالات ما بعد الفوز في التعامل مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة ، وانتهكت بها حرمات الوطن من شماله لجنوبه ، وبطريقة لم تراع مفهوم الأمن والاستقرار. وحذر جلالته بانه لا أحد فوق القانون، ومتوعدا ضمنا بالعقوبة وتطبيق الانظمة والتعليمات،في حال التراخي عن تنفيذ القانون ولمن يسترخي من المسؤولين .
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، قدم رئيس الوزراء د .بشر الخصاونة اعتذارًا صريحًا للشعب الأردني عما جرى، خاصة للمواطنين الملتزمين بإجراءات الحظر ، وعزز الاعتذار الحضاري بتقديم وزير الداخلية استقالته ، من منطلق المسؤولية الاخلاقية عن التجاوزات الامنية.
كما وتعهدت الحكومة بالتصدي "بالحزم والردع اللازمين" و اتخاذ اشد الاجراءات الرادعة للمتورطين والمخالفين وفق أفق القانون ضد هذه المظاهر ، بعدما شهدت مناطق عدة في المملكة أحداث بين تجمهر وأعمال شغب وبين تجمهر وقطع للشوراع ، واستخدمت فيها أسلحة اوتوماتيكية ورشاشات ،وسط انتقادات واسعة اشتعلت في مواقع التواصل الاجتماعي حول خرق الحظر وانتشار ظاهرة السلاح. إضافة إلى مشاهد لأحداث شغب وعنف وإضرام حرائق بعد إغلاق صناديق الاقتراع، بسبب خسارة بعض المتنافسين وفي ظل وضع وبائي معقد ينذر بزبادة كبيرة في عدد الاصابات بكورونا نتيجة الاختلاط والتقبيل ، بعد تكسير قوانين “حظر التجول”.
