انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

البلبيسي يكتب: هل ما تزال فرصة التغيير سانحة امام الشعب الاردني

مدار الساعة,مقالات,مجلس النواب,الملك عبد الله الثاني بن الحسين
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/07 الساعة 11:42
حجم الخط

كتب: د. عبدالرحمن البلبيسي

لن تستطيعوا أن تغيروا شيئا، كلكم فاسدون، لن تستطيعوا سوى ان تخدموا انفسكم ومصالحكم الشخصية.

هذا ما اقرأه يوميا من تعليقات المواطنين على برامج المرشحين بمن فيهم المرشحون الجدد لمجلس النواب، حتى هؤلاء الذين لم يتلوثوا بالفساد أو في مجلس نواب سابق او منصب حكومي. وكأن ثقة كثير من المواطنين قد اهتزت ليس فقط بالنواب والوزراء السابقين بل بانفسهم وبعامة الشعب فاصبحوا يخونون كل من يتوجه لترشيح نفسه لمجلس النواب ويتهمونه بالفساد سلفاً.

وبالرغم من هذا الواقع المؤلم لكنه ان دل على شيء فانه يدل صحة المثل الشعبي القائل "لم يبقي الطالح للصالح شيئاً"، الا انه من غير المنصف ان نحكم على كل ابناء الشعب بالفساد وخلوه من الصالحين لان ذلك ينافي قول رسول الله ص "الخير في وفي امتي الى يوم القيامة " او ان نحمل فساد النواب السابقين للنواب اللاحقين حيث "لا تزر وازرة وزر اخرى".

وللمتشائمن من مجلس النواب القادم اقول

- يجب قبل المضي باي عمل بما في ذلك اختيار مجلس النواب الايمان بالوطن و بغالبية شعبه الطيب الشريف و انه لا يخلو من ابناءه الصالحين القادرين على صنع التغيير والاصلاح

- ان اختيار الصالحين والاكفاء لمقاعد مجلس النواب سوف يسد الطريق على الفاسدين نحو المجلس و هو بحد ذاته انجاز مهم وخطوة اولى على طريق الاصلاح

- ان اختيار مجلس النواب اذا ما تم بناءً على الكفاءة و النزاهة سيكون لدينا مجلس نواب صالح بفطرة اعضائه وسيعمل بشكل ايجابي لمصلحة الوطن والمواطنين، ومهما كانت نسبة الاصلاح التي سيستطيع ان يحققها فتلك خطوة ثانية على الطريق الصحيح.

- يجب علينا ان نعترف بمسؤولية الشعب في اختيار كثير من اعضاء المجالس السابقة بناءً على العشائرية او الصحبة او المال الاسود او اي اعتبارات اخرى غير الكفاءة والنزاهه. فتلك العوامل ساهمت في وصول عدد من الفاسدين الى المجلس.

- اذا ساهم غالبية الشعب الاردني في الانتخابات وارتفعت نسبة التصويت من 25% الى 80% اي حوالي 3.7 مليون صوت من اصل 4.6 مليون مبنية على الكفاءة والنزاهة فان ذلك سيغسل مجلس النواب من معظم الفاسدين غسلا، ويقلص قدرتهم على شراء الاصوات بشكل كبير.

واخيرا النقاط المذكورة اعلاه ليست ضربا من الخيال بل هي في يد الشعب الاردني و تحت سيطرته واختياره. اذكر قبل الختام قول جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين " إن بناء مجتمعٍ متميز يقتضي الإيمان بقدراتنا، فالإنجازات الإنسانية جميعها بدأت بأحلام، وتحققت بطموح وعزم أصحابها، وإيمانهم بأفكارهم وإخلاصهم ومثابرتهم." و أذكر بقول ابو القاسم الشابي : إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر; وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر.

واقول إن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. لا تزال فرصة اتخاذ قرار الاصلاح سانحة امام الشعب الاردني فالوطن امانة سوف نسأل عنها لا محالة. قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/07 الساعة 11:42