انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

مقاطعة الانتخابات.. اتذكرون حملة التشكيك في الموجة الثانية لكورونا.. المشهد ذاته يتكرر.. وتيار سياسي يفتعل الدعوات.. ما هي القصة

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,الانتخابات النيابية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/02 الساعة 14:38
حجم الخط

مدار الساعة – نهار أبو الليل – نحن ننسى ولكن دعوني أذكركم. هل تذكرون يوم بدأ مسؤولو حكومة عمر الرزاز يتحدثون عن إمكانية اندلاع موجة ثانية من جائحة كورونا في الأردن، وذلك خلال أزمة نقابة المعلمين؛ حينها سخر الكثير من كلام المسؤولين "ومصادرهم"، استنادا إلى أن هذه الموجة حجة سياسية، للسيطرة على "مطالب المعلمين". هذا كان المعنى الواضح.

مضى التشكيك إلى أبعد من ذلك، فما أن كانت الحكومة في ذلك الوقت تعلن عن إغلاق محافظة أو حي من الاحياء حتى يقال: إن الاغلاق يتعلق بنشاط المعلمين فيه، وليس لنشاط الفايروس.

نحن لا نبرئ الحكومة هنا، فهي السبب أولا في عدم الثقة، وهي السبب ثانيا في تخبط الرأي العام، وهي السبب ثالثا في أنها منذ بداية الموجة أشبعنا مسؤولوها غمزا ورومانسية ثم اكتشفنا اننا مجرد قوم مخدوعون غير مستعدين.


حينها، وبالتزامن مع ذاك المشهد، انفجرت موجة شعبية على حسابات التواصل الاجتماعي تذهب بالتشكيك إلى معان سياسية. إنهم يريدون القضاء على مجلس نقابة المعلمين، فاخترعوا الموجة الثانية. فاكتشف الجميع ان ملف المعلمين لم تكن الحكومة تديره من بوابة الجائحة. أليس كذلك؟

لقد اكتشفنا أن ما كانت تعاني منه حكومة عمر الرزاز ليس سوى أزمة ثقة مع الناس، وأن حديث "المصادر" عن الموجة الثانية كان وجيها.

من المفهوم أزمة الثقة التي يعاني منها المجتمع تجاه المسؤول. أي مسؤول. ومن المفهوم، أيضا، حالة فوضى البوصلة التي يعانيها الرأي العام. فكما أن سياسات الحكومة تتعامل مع كثير من الملفات بأدوات متخبطة، ذات التخبط يعاني من الرأي العام.

تخيلوا ما الذي كان سيقوله الناس لو أن الحكومة أعلنت سابقا عن تأجيل الانتخابات. بعض الأصوات كانت ستقول إن التأجيل يعود لأن الحكومة تريد ترتيب الانتخابات بطريقة ما وأنها تريد متسعا من الوقت. وهذا بالطبع لا يعني ان التدخلات غير موجودة. لكننا نرسم مشهدا حاضرا.

بعد أن تأكد الرأي العام الأردني من أن الموجة الثانية من جائحة كورونا حقيقية - وقد جاء للأسف التأكيدات من الخارج وليس من الداخل عبر متابعة الأردنيين لأحوال الجائحة خارج الحدود وليس داخلها - انتقل رأي الناس "من الناس تيار سياسي" إلى مربع آخر، كان أحد معالمه الدعوة لتأجيل الانتخابات النيابية.

اليوم يحمل تيار سياسي دعوة تأجيل الانتخابات لغايات في نفسه. ربما لأنه اكتشف ان عدد المقاعد التي سيحصل عليها لن تكون خبرا سعيدا له فما الحل؟ الحل في افتعال دعوات لتأجيل الانتخابات.

إن المشهد نفسه اليوم يتكرر حول ملف الانتخابات، فحسابات التواصل الاجتماعي الشعبية عادت مرة أخرى للهجوم على القرار الرسمي بإجراء الانتخابات في موعدها.

بالطبع هناك تخبط حكومي في إدارة ازمة الجائحة، لكن هذا امر واجراء الانتخابات النيابية أمر آخر. كيف؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/02 الساعة 14:38