انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الخلايلة يكتب: الأردنيون وشعار فلسطين المحتلة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/02 الساعة 09:32
حجم الخط

بقلم سلطان عبد الكريم الخلايلة

دعونا بدايةً أن نُثبّت ما يعرفَهُ الأردنيون مُسبقاً وجُبِلوا عليه؛ أن القدس بوصلتهم، وأن فلسطين كل فلسطين قضيتهم، وأنّهم الضفة الأُخرى من الأرض المُقدسة، فهل هذا يفسّر لماذا تجد اسم القدس أو الاقصى بأحرفها أو صورتها أو رمزيتها مسمىً لقوائم انتخابية؟

ما بين الوطنيّة من جهة، والشعار والتدليس على الناس واللعب على عواطفهم الوطنية من جهة أُخرى، فرق شاسع، ولا نستطيع الدخول في النوايا ولا يجوز لنا ذلك، لكن لنا هنا أن نتساءل: هل مثل هذه الشعارات حقيقية وجادة؟ أم أنها مُراوغة يريدون بها اللعب بالعواطف؟ والمرشحون يدركون بأنها شعارات لن تُقدِّم أو لنقل لم تُقدِّم في السابق شيئاً مُهمَّاً لمضمون الشعار.

تعالوا نختبر التجارب السابقة لنواب سابقين بل لمجالس نيابية سابقة، إذ كان أغلب مستخدمي تلك الشعارات من النواب السابقين لم ينجحوا أبداً في نقل الشعار إلى ساحة عمل حقيقية، فهل هذا يعني أن هدف الشعار ينتهي بانتهاء إعلان نتائج الانتخابات؟ أو أن ما يقال في هذه الشعارات للناس هي مجرد خطابات وهمية؟

في دول العالم البرامج السياسية ليست شعارات، بل هي بنود وخطوات وخارطة طريق لما يُريد المترشح للانتخابات أن يفعله، ونحن أبعد ما نراه؛ أن يكون هدف الشعار هو مجرد دغدغة لعواطف الناس الوطنية، أما إذا كان ذلك هو الهدف فهذه جريمة يستحق بها المترشح السقوط أيضاً، وما يدعو إلى الدهشة أيضاً أن المترشح يُدرك بإن الأردني "الناخب" يميّز تماماً ما بين الغث والسمين، ويعرف ما الذي يجري، فلم يستخدم شعارات يُدرك مُسبقاً أنه يعجز عن تنفيذها.

المواطن الأردني هو البوصلة أمام هذه الشعارات الزائفة أحياناً، والمصيبة في حين آخر وهو قبل غيره يعرف كيف يعرّي هذه الشعارات بوعيٍ انتخابي وثقافة انتخابية تزرع زرعاً طيّباً يساعد بلدنا في قطف ثماره؛ وصاية هاشمية ثابتة للمقدسات في بيت المقدس.

إنَّ ما على المترشح فهمه جيداً بأنّ الناخبين عموماً يدركون جيداً أن فلسطين والقدس والأقصى هي نضال وكرامة، وليست مادة إعلانية أو دعاية انتخابية في قماش وبروشورات وبيانات انتخابية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/11/02 الساعة 09:32