انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

العبادي يكتب: حتى لا يبقى شعار «دبر حالك» عنواناً للحكومة الجديدة

مدار الساعة,مقالات,وزارة الصحة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/29 الساعة 14:59
حجم الخط

محمد مناور العبادي *

يبدو ان الحكومة الحالية قد تدفع ثمن تقصير الادارة الصحية في الحكومة السابقة، التي استخفت وسخرت من وباء كورونا، ورفضت اقامة مستشفيات ميدانيه لاستيعاب المصابين، وقررت تحويلهم الى مستشفيات حكومية، رغم معرفتها بمحدودية قدرات هذه المستشفيات وعجزها عن تقديم خدمات نوعيه وكافية ومريحه للمواطنيين والمقيمين على حد سواء، في مرحلة ماقبل "كورونا"، فكيف ستقدمها في زمن كورونا؟

فقد ردت وزارة الصحة على لسان وزيرها السابق على كل النداءات التي تدعو الى تطوير واصلاح النظام الصحي الوطني الاردني والارتقاء به لمستويات "الازمة"، بتعبير يقال ان وزير الصحة استخدمه ردا على من كان يطالبه بذلك وهو " دبر حالك" بل ان السيد الوزير بشر الاردنيين واكثر من مرة وفي العديد من مؤاتمراته الصحافية اليومية بان وزارته "جففت" الفايروس..

لكن الواقع يقول ان الادارة الصحية الرسمية السابقة لم تكن بمستوى الازمة، اذ لم تستفد من التجارب العالمية في هذا المجال، وفي مقدمتها، اقامة مستشفيات ميدانية في جميع المدن، والارتقاء بالنظام الصحي فيها بقدرالامكان، لو استمعت قيادة وزارة الصحة الى آراء الخبراء والقادة الميدانيين للقطاع الصحي الاردني، لكنها استبدلت التعاطي الايجابي الحقيقي مع الازمة، بالتعاطي الاعلامي معها، فجعلت الاعلام ناطقا باسمها، بدلا من يكون شاهدا على انجازاتها.

كان بامكان الحكومة السابقة ان تجهز البلاد للقادم الاصعب، خاصة انها امتلكت وقتا كافيا (قرابة سبعة اشهر) ودعما دوليا ولوجستيا بفضل اتصالات جلالة الملك والمكانة المتميزة التي حققها للوطن عالميا وجعلته محل انظار العالم. لكنها لم تقم بذلك ـ مؤثرة التعاطي الاعلامي مع الازمة وليس التصدي لها.

الحكومة الحالية واعدة بشخص رئيسها وطاقمها ولكنها في وضع لا تحسد عليه، اذا انها لا تمتلك الادوات الكافية للتصدي للارتقاعات المتتالية في معدل الاصابات بفايروس كورونا التي قد تتجاوز حاجز 4000 يوميا. بعد ان حرمتها الادارة الصحية الرسمية في الحكومة السابقه من هذه الادوات رغم انها كانت تمتلك الوفت الكافي (اكثر من سبعة اشهر ) والدعم المالي الدولي، ليكون الاردن قادرا على استيعاب الارتفاع الضخم في عدد المصابين..

فهل تتسع المستشفيات الاردنية الرسمية لاستقبال المصابين؟ وهل لدى الدولة الاردنية ما يكفي من اجهزة التنفس ولوازم طبية واسرة المستشفيات لاستيعاب الالاف من المصابين ؟

المطلوب من وزارة الصحة بقيادتها الحالية ان تعمل وعلى كل الجبهات وبدعم حكومي وشعبي على التعويض عن تقصير الادارة الصحية السابقة بمواجهة الازمة حتى يطمئن المواطنون بان الوضع الصحي تحت السيطرة.

* صحفي وباحث

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/29 الساعة 14:59