كتب: شحاده أبو بقر
نعم، صدق الشاعر الكبير إذ قال ولد الهدى فالكائنات ضياء... وفم الزمان تبسم وثناء.
ففي ذكرى مولدك العظيمة يا عزنا ومجدنا الذي لا ينضب ولا يضاهى مهما إدلهمت الخطوب وأظلمت الدروب، تلهج ألسنتنا بالصلاة والسلام عليك يا رسولنا الكريم ومنقذنا من عبادة الأصنام وبراثن الأوثان وجهل الزمان.
بالصلاة عليك تنفرج همومنا وما أكثرها، وترتاح نفوسنا وما أتعبها في هذا الزمن المر يا سيدنا، وقد تكالبت علينا الشرور ورويبضات العصر وهمل الأرض يطعنونا في شرفنا وهو أنت وحدك وقد علمتنا أن الشرف هو بوصلتنا لحياة لا نتذلل فيها إلا لله الواحد الأحد، ولا ننشد مرضاة أحد من خلقه على حساب مرضاته جل في علاه.
يا عزنا الأبدي يا سيدنا يا محمد بن عبدالله، لقد تفرقنا وساء حالنا وتشتت شملنا وصرنا ألعوبة بأيدي عتاة العصر يبتلعون حقوقنا وينتهكون كراماتنا ويأسرون مقدساتنا لا بل ويتطاولون حتى على عظمة دعوتك وصدق نبوتك.
هذا هو حالنا اليوم وأكثر يا رسول الله، صرنا كما قلت غثاء كغثاء السيل برغم كثرتنا، وها نحن يحيي بعضنا ذكرى مولدك الشريفة والحياء من الله خالقنا سبحانه ثم منك عليك صلاته وسلامه، يملأ النفوس منا وقد خذلناك بعد إذ بتنا تابعين لا متبوعين، وأذلة على القوم ضعفاء مهزومين، فتشفع بنا ولنا يا حبيبنا عل الله يغير ما بنا.