بقلم خوله كامل الكردي
من الملاحظ وجود أعداد لا يستهان بها من الطلبة الذين لا يلتزمون بالعملية التعليمية، حيث ما زالوا يعتقدون أن المواظبة على الدروس عبر النت غير مجدية، فنسبة الغياب كبيرة والاستهانة من قبل أولئك الطلاب لا يبرر، فأين أولياء الأمور من أبناءهم الذين لا يهتمون بمتابعة حصصهم الدراسية، والتي أصبحت عن بعد؟ فهل يدرك أولياء الأمور خطورة ما يفعله أبناؤهم بعدم الاكتراث في موضوع الدراسة الالكتروني والذي أقرته وزارة التربية والتعليم بشكل رسمي؟! ومتى سيحين الوقت ويشعر الطالب بجدية الدراسة والمواظبة على متابعة دروسه وعدم نجاعة مبدأ (التطنيش)؟!
فالتهاون الذي يقوم به العديد من الطلاب، يضعهم أمام استحقاق كبير يرتبط بمستقبلهم التعليمي، فالأمر جدي ولا مجال لغض الطرف عنه بسبب وباء كورونا والذي ربما يطول حسب تقارير وتصريحات منظمة الصحة العالمية، فكيف سيتصرف أولئك الطلبة المتغيبون وأولياء أمورهم في حال الرسوب وضياع سنة او سنتين من حياتهم الدراسية؟! هل سيلجؤون للشكوى والتذمر؟ ام أنهم سيتداركون الأمر ويصحون من غفوتهم، ويستعدون لعام أو عامين يدرسون فيهما عبر النت؟
إن التعليم الالكتروني محفوف بصعوبات كثيرة، أولها: عدم شعور البعض بجدية الدراسة أو بالأحرى الجدوى من وراء الدراسة الالكترونية، ثانياً: عدم وجود رقابة واقعية بل افتراضية من قبل المعلم يعتقد معه الطالب أن الامر لا يستحق الاهتمام، ثالثاً: المعاناة التي يواجهها معظم المعلمين في عملية التنسيق مع طلابهم، فالمعلم وبخاصة في الحصة الدراسية الافتراضية لا يمتلك السيطرة الكافية على حضور الطلاب، لذلك يستطيع أن يعتمد كشف الحضور والغياب كحل أساسي في دفع الطلاب على الإلتزام بحضور القاعة الدراسية الافتراضية ووضع درجات على الحضور والغياب، فمن يريد التعلم لا يمكن أن يعيقه أي عائق، فقبل عقود طويلة كان يتلقى الطلاب تعليمهم في المنازل على يد معلمين مقتدرين، وآخرين أكملوا دراستهم الجامعية بواسطة الانتساب (المراسلة) فكثيرة هي الأسماء التي درست عبر تلك الطريقة التعليمية واعتلت مناصب رفيعة، وظهر أيضا بعد ذلك التعليم المفتوح والتعليم عن بعد والذي كان منتشرا في الدول الغربية قبل الدول العربية بفترة طويلة وحصل على الإعتراف به، في حين عانت تلك الطرق في بعض جامعات عربية من الشد والجذب قبل اعتمادها فعليا، والآن صارت تعتمد في معظم دول العالم بسبب جائحة كورونا.
يقع على عاتق أولياء الأمور مسئولية أن يشجعوا أبناءهم على الولوج إلى المنصة التعليمية ومتابعة دروسهم، وضرورة إدراك أن الأمر جدي لا مجال فيه للاستهانة أو التراخي، فالعلم لا يرتبط بوسيلة معينة أو أسلوب ما، فهو مفتوح على مصراعيه، للتجديد والتطوير كي يتمكن الدارس أيا كانت ظروفه من تلقي علومه بالوسيلة والطريقة التعليمية التي تناسبه، فمثلا في الولايات المتحدة الأمريكية هناك أكثر من ثلاثة وعشرين طريقة للتعليم....
فمتى سيدرك الطلاب جدية الوزارة في إعتماد نظام التعلم عن بعد ولو لفترة مؤقتة حتى ينتهي وباء كورونا؟ فهو كاي نظام تعليمي له إيجابيات وسلبيات، وهو يعتبر أيضا تحدي لفرز الجادين من المتهاونين في التعلم، لأنه بالدرجة الأولى مسؤولية ذاتية.