انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الكيلاني يكتب: المواطنة الصالحة الإلكترونية.. مفهوم واجب التطبيق

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/14 الساعة 11:06
حجم الخط

مدار الساعة - كتب: أشرف الكيلاني - مدير عام مؤسسة أصدقاء الأمن الوطني

المواطنة الصالحة هذا المُصطلح العميق القديم المتجدد ، والذي يتحدث به الجميع تعبيراً عن أهمية أن تتمتع العلاقة بين الأفراد والدولة بالإيجابية ، فمن المعروف أن المواطنة الصالحة تتحدث عن تلك العلاقة بين الفرد والدولة وما تتضمنه من حقوق وواجبات ، وتُعبر المواطنة الصالحة عن مدى الولاء والإنتماء للوطن من قبل الفرد ، وكيف أنه يتعامل مع وطنه بكافة تفاصيله بإيجابية وتعاون مع الجماعة في سبيل رفعة وتطور وطنه ، فمن حق وطننا علينا أن نكون فعّالين فيه وليس مُعطلين وأن نُحافظ على مقدراته ومكتسباته.

والمواطنة الصالحة بمفهومها التقليدي هي معنية بالعالم الواقعي الذي نعيشهُ بتماسٍ مباشر مع البشر والحجر ، ولكن في ظل التطور الهائل الذي يشهدهُ العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والذي خلق عالماً إفتراضياً يتواصل فيهِ الأفراد من خلال ما يُسمى بمواقع التواصل الإجتماعي ، يطرحون من خلالهِ أفكارهم بغض النظر عن قيمتها ، ويتبادلون المعارف بغض النظر عن صحتها ، ففيه اختلط الصالح بالطالح ، والجاهل بالعالم ، فمع هذا الحد الكبير من حُرية التعبير والإحتكاك الإلكتروني بغض النظر عن قوانين الدولة الضابطة ، يجب أن يتم نشر الوعي بين مواطني هذا العالم الإفتراضي بأهمية أن يتحلوا بالمواطنة الصالحة الإلكترونية ، بأن يحترموا إنسانيتهم الإلكترونية ، وأن يحافظوا على الحدود التي تفصل بين حرية التعبير وبين الجرأة على خصوصيات الغير .

حجم الإساءة التي نُشاهدها على مواقع التواصل الإجتماعي كبيرة ، والتنمُر الإلكتروني بات ظاهرة مُقلقة ، وسبب هذه التصرفات العدوانية لإلحاق الأذى بالآخرين ، من المؤكد أنها نتيجة تراكمات نفسية ناتجة عن الضغوطات الإجتماعية والإقتصادية ، ولكن وفي ظل الظروف الراهنة ، نحن لا نستطيع أن نجد حلولاً سريعة وسحرية للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية ، ولكن في نفس الوقت ، يجب علينا مكافحة الظواهر السلبيّة عبر مواقع التوصل الإجتماعي ووضع حدود لإنتشارها ، من خلال نشر الوعي الكافي لمواطني العالم الإفتراضي بأهمية ، بل بضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة في تعاملنا مع الآخرين عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، وأن نُعمق لديهم المسؤولية الأخلاقية المُنبثقة عن ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا التي تمنعنا من التجاوز على حريات الآخرين والإساءة لهم والتطاول على أعراضهم ، بما يعني أن نقوم فعلاً بنشر ثقافة المواطنة الصالحة الإلكترونية بين جميع مُستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي ، فنحن حتى لو اعتبرنا هذا العالم بأنه إفتراضي ، فإنه يجب علينا التعامل معهُ بشكلٍ واقعي .

مدار الساعة ـ نشر في 2020/10/14 الساعة 11:06