مدار الساعة - لقمان إسكندر - مهمة رئيس الوزراء المكلف بِشر الخصاونة معقدة للغاية، بل إن عُرف "المئة يوم" لم تعد في محلها.
التعقيدات استثنائيّة، والمطلوب غير متاح. هذا هو التحدي، فمن هو بِشر الذي وافق على التصدي لهذه الورطة؟
منذ زمن والمراقبون يقولون: "بِشر القادم". كان اسم الخصاونة من بين الأسماء المتداولة شعبيا لرئاسة الحكومة.
ومن هذه البوابة فاجأ "التكليف" الناس باعتبار أن العرف الجديد، هو أن من يرغب في "حرق" اسم مسؤول ما فليقترحه لمنصب.
أخيرا كُلّف بِشر. لكن هذا لم يمنع الأردنيين من السؤال: لِمَ هو الآن؟ السؤال بالضرورة يقود إلى: من هو الخصاونة؟
إذا كان المسؤولون طبقات، أوسطها المناصب الحكومية، فهذا يعني أن بشر الخصاونة من طبقة أولى في دائرة المناصب. إن الكرسي الذي كان سبق وجلس عليه "بِشر" كان يشرف على الحكومة. وهذا تماما ما يمنحه سيرة ذاتية ستؤهله للقيادة المشْرِفة على الخريطة كلها في المرحلة المقبلة.
وهذا يعني أيضاً، أن عين الرجل، إذ ترى تكليفه في رئاسة الحكومة، لا تراها كما عين "المشتهين". الرجل بالضرورة يرى "الرابع" من تلة.
كان اختيار بِشر، ومن موقعه السابق، خطوة ذكية؛ فالمرحلة المقبلة صعبة، وتتطلب انسجاماً سياسياً كاملاً، لسلسلة صانع القرار، ولا تحتمل الخلافات التي رافقت الفريق الوزاري للدكتور عمر الرزاز.
شخصية بوزن بِشر، مستشار الملك عبد الله الثاني لشؤون الاتصال والتنسيق ومستشار الملك للسياسات في الديوان الملكي الهاشمي، تحمل كاريزما غامضة عن الناس حتى الان، ستؤهله ليقود فريقه، كما يريد تماما. وهذه كانت عقبة حساسة، في المرحلة السابقة، التي انقلب فيها سحر الشعبية إلى ضده.
أدوات الخصاونة المقبلة (فريقه الوزاري) هي من ستساهم في تلوين خطته الوطنية، على أن هذه لا تبدو عقبة، خاصة وأن التشكيلة الحكومية، هذه المرة، سبقت في جوهرها العام "إعلان التكليف".
أما الأردنيون فقد عرفوا تجارب عديدة لما يختبرونه اليوم، من حيث تسلم مسؤولون في "الديوان" كرسي "الرابع"، سوى أن الجديد في التوقيت، والمناخ السياسي، سواء المحلي او الإقليمي، أو الدولي، إضافة إلى شخصية بِشر التي لا ترتكز على المسند العشائري.
ويمتلك الخصاونة خبرة مهمة في الشأنين الإقليمي والدولي، وذلك خلال عمله كدبلوماسي في عدة عواصم عربية وأجنبية، ومنظمات أممية، فيما أهّله عمره السابق في "الرابع" ثم في الديوان الملكي ليقف على شؤون الملفات المحلية.
المهمة صعبة للغاية، تحتاج الى تواضع طموح الرأي العام أمامها، فالنجاح في وقف النزف الداخلي، وليس الشفاء من المرض، هو الخطة المتاحة اليوم.
إقـــرأ أيضــاً: القصر يبدأ بـ«بشر» سلسلة تغييرات في المناصب.. وشخصية دبلوماسية إلى منصب رفيع في الديوان الملكي